بسعة 10 آلاف مستفيد في الساعة.. إطلاق أول عيادة توحد افتراضية في السعودية
أعلنت جمعية أسر التوحد عن إطلاق أول عيادة افتراضية لاضطراب طيف التوحد مرخصة رسميًا من وزارة الصحة السعودية كخطوة تعكس تطور القطاع الصحي الرقمي في المملكة لتكون منصة طبية متكاملة تقدم خدمات تشخيصية وتأهيلية رقمية تغطي جميع مناطق المملكة بسعة تشغيلية هائلة تصل إلى 10 آلاف مستفيد في الساعة.
رعاية صحية رقمية تتجاوز الحدود
تمثل العيادة الافتراضية الجديدة نقلة نوعية في تقديم الخدمات لذوي التوحد، حيث تهدف إلى إزالة الحواجز الجغرافية التي كانت تحد من وصول الأسر إلى المراكز المتخصصة.
تتيح المنصة خدمات طبية وتأهيلية من خلال الاتصال المرئي والهاتفي مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد الأطباء في اتخاذ القرارات التشخيصية والعلاجية بدقة أعلى.
كما تقدم العيادة منظومة متكاملة تشمل جلسات علاج سلوكي ووظيفي، واستشارات في النطق واللغة، بالإضافة إلى برامج دعم نفسي وتأهيل منزلي موجهة للأسر، مما يجعلها نموذجًا متقدمًا للرعاية الشاملة عن بعد.

إشراف طبي متخصص ومتكامل
يشرف على العيادة فريق طبي سعودي وعالمي يضم أكثر من 70 طبيبًا وأخصائيًا في ثمانية تخصصات رئيسية وتشتمل على الطب النفسي والنطق والعلاج السلوكي بالإضافة إلى العلاج الوظيفي.
تم تطوير النظام التشغيلي للمنصة ليتيح تقديم الخدمة بسرعة واستقرار عالي مع قدرة على التعامل مع عشرات الآلاف من الجلسات في الوقت ذاته.
كما أكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود”رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد” أن المشروع يجسد أحد إنجازات الجمعية الكبرى المتماشية مع رؤية المملكة 2030 في سعيها لتعزيز جودة الحياة وتمكين ذوي الهمم من الحصول على رعاية صحية متقدمة دون قيود المكان والزمان.
خطوة ضمن استراتيجية التحول الصحي الوطني
تأتي مبادرة “عيادة التوحد الافتراضية” ضمن جهود المملكة لتوسيع نطاق الصحة الإلكترونية، حيث تعد امتدادًا لبرامج مثل المستشفى الافتراضي “صِحّة” الذي يعتبر الأكبر من نوعه عالميًا.
كما يهدف هذا التوجه إلى دمج الخدمات الرقمية في النظام الصحي، مما يتيح للمواطنين والمقيمين الحصول على الاستشارات الطبية والتقارير والتوجيهات العلاجية بشكل فوري وسلس عبر الإنترنت.
العيادة الافتراضية الجديدة تتكامل تقنيًا مع أنظمة وزارة الصحة، مما يتيح إدارة المواعيد إلكترونيًا وتبادل التقارير الطبية بأمان وسرية تامة، وذلك وفق معايير عالمية معتمدة في الرعاية الرقمية.
تحسين جودة الحياة ودعم الأسر
تمثل هذه الخطوة دعمًا مباشرًا للأسر السعودية التي تواجه تحديات في الوصول إلى مراكز التوحد وخصوصًا في المناطق البعيدة.
يمكن للأهل التواصل مع الخبراء من خلال المنصة والحصول على جلسات تأهيل وتوجيه تربوي وسلوكي دون مغادرة المنزل، مما يساهم في تخفيف العبء النفسي والمادي وتحقيق استمرارية الرعاية.
كما توفر المنصة برامج تدريبية للأسر لمساعدتها في التعامل مع أبنائها بطرق علمية صحيحة مستندة إلى أحدث الأبحاث الطبية والسلوكية في مجال اضطراب طيف التوحد.
التقنيات المستخدمة في العيادة الافتراضية
- تستند العيادة إلى منظومة تقنية متقدمة تشمل على التالي:
- نظام ذكاء اصطناعي لتحليل الحالات ودعم اتخاذ القرار الطبي.
- أدوات اتصال آمنة للقاءات المرئية عالية الجودة.
- واجهة سهلة الاستخدام للأهالي لتحديد المواعيد واستعراض التقارير.
- إمكانية التواصل الفوري مع الأخصائيين في حالات الطوارئ.
- دعم شامل لخدمات التأهيل المنزلي المستمر.
تحديات متوقعة وفرص للنمو
- رغم النجاح المتوقع للمبادرة هناك تحديات يجب التعامل معها بوعي وتتمثل في التالي:
- ضمان جودة التشخيص عن بعد في بعض الحالات المعقدة.
- تأمين البيانات الصحية ضد الاختراقات الرقمية.
- توفير الإنترنت السريع في المناطق الريفية.
مستقبل صحي أكثر شمولاً
إطلاق عيادة التوحد الافتراضية يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الصحة الرقمية في السعودية، وتحقيق أحد أهداف رؤية 2030 في تمكين ذوي الإعاقة وتوفير خدمات ذكية وشاملة لهم.
كما تعد المبادرة نموذجًا يحتذى به في المنطقة، لما تمثله من دمج بين التقنية والإنسانية، حيث تسهم في تحسين حياة آلاف الأسر ومنحهم الأمل برعاية أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا.