قصة الاستبعاد الغامض للمعلمين المرشحين.. والتعليم ترفض التعليق

التزمت وزارة التعليم الصمت حيال استفسارات «الكويت الاخباري» بشأن ملف المعلمين الذين جرى استبعادهم من الوظائف التعليمية، رغم ترشيحهم في مطلع العام الهجري الجاري، وهي القضية التي ما زالت حديث المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي منذ نحو شهرين.

تعود تفاصيل القصة إلى إعلان الوزارة في شهر رمضان الماضي عن أكثر من 10 آلاف وظيفة تعليمية عبر منصة «جدارات»، تقدّم الآلاف من المعلمين، ورُشِّح عدد كبير منهم، وسُجّلت بياناتهم في نظام «فارس»، ثم خضعوا لمقابلات شخصية بإدارات التعليم واجتازوها ضمن مسار إجراءات التعيين.

لكن مسار التوظيف توقّف فجأة؛ إذ انتظر المرشحون استكمال الفحص الطبي – وهو من المراحل الأخيرة للتعيين – ليُفاجَؤوا بقرار استبعادهم، دون صدور توضيحات رسمية.

ابتهال محمد، إحدى المتضررات، روت لـ*«الكويت الاخباري»* أنها تركت عملها السابق على أمل بدء وظيفتها التعليمية، غير أنها صُدمت بقرار الاستبعاد في اللحظة الأخيرة، الموقف نفسه تكرر مع يوسف القرني، الذي استقال من عمله في شركة كبرى بأبها بناءً على نصيحة أثناء المقابلة الشخصية، لكنه وجد نفسه بلا عمل بعد الاستبعاد.

كما أشارت سلطانة الطلاحين إلى أنها استبشرت بخبر ترشيحها، لكنها فوجئت باستبعادها مع عدد من زملائها في الثامن من محرم 1447هـ، ووصفت ما حدث بأنه يفتقر إلى الشفافية. أما أحمد القرني، فذكر أنه استقال من وظيفته وأخذ التزامات مالية كان يعوّل على راتبه الجديد لسدادها، إلا أن الحلم تبخر.

يُذكر أن الوزارة أصدرت في وقت سابق «دليل الأسئلة الشائعة»، الذي دفع الكثير من المرشحين لتقديم استقالاتهم من وظائفهم السابقة، إذ يشترط النظام إخلاء الطرف قبل المباشرة في الوظيفة الجديدة.

وخلال مؤتمر صحفي حديث، طرح الصحفي مالك الروقي تساؤلًا على وزير التعليم يوسف البنيان حول هذه القضية، واصفًا ما حدث بأنه يشوبه الغموض، رد الوزير باعتذار عن “الضبابية”، موضحًا أن الوزارة ستتبنى خطة جديدة لتأهيل المعلمين عبر ماجستير مهني يسبق التعيين ابتداءً من العام المقبل.

من جانبه، علّق الإعلامي داود الشريان بأن الوزير اعتذر عن الضبابية لكنه لم يبددها، مؤكدًا أن المشكلة ليست فردية، بل تعكس خللًا إداريًا يستدعي وقفة جادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى