تفاصيل جديدة في وفاة الطبيبة بان زياد طارق.. جدل متصاعد بين رواية الانتحار والقتل

تتصدر قضية وفاة الطبيبة العراقية الشابة بان زياد طارق واجهة الأخبار في العراق منذ أسابيع، بعدما تحولت من حادثة وفاة غامضة إلى قضية رأي عام أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الشعبية والسياسية والإعلامية، وجاءت هذه الضجة بسبب تضارب الروايات بين فرضية الانتحار واحتمال القتل، إلى جانب تسريبات صادمة لصور ومقاطع فيديو لجثمان الطبيبة.
إعادة فتح التحقيق وقرار وزارة الداخلية
أعلن وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري تشكيل لجنة خاصة لإعادة التحقيق في القضية، استجابةً للمطالب الشعبية والنيابية، وعلى رأسها النائب محمد جاسم الخفاجي، وجاء القرار بعد تداول صور وفيديوهات مسربة لجثمان الطبيبة، وُصفت بأنها انتهاك صارخ للخصوصية ولحرمة الموتى.
تفاصيل وفاة الطبيبة بان زياد طارق
عُثر على الطبيبة بان زياد متوفاة في منزلها بمحافظة البصرة يوم الاثنين 4 أغسطس 2025، وسط تضارب في الشهادات حول سبب الوفاة.
- رواية العائلة: أكدت أنها أقدمت على الانتحار نتيجة معاناة من الاكتئاب.
- رواية ناشطين وبرلمانيين: أشاروا إلى أن التسريبات والجروح الظاهرة في الجثمان تدل على احتمال وجود جريمة قتل مخطط لها.
- هذا التضارب زاد من تعقيد القضية وأشعل النقاش حول مصداقية التحقيقات الرسمية.
موقف مجلس القضاء الأعلى
أصدر مجلس القضاء الأعلى بيانًا أكد فيه أن التحقيقات الأولية صنّفت الحادثة على أنها انتحار لعدم وجود أدلة قاطعة على القتل، لكن الشارع العراقي لم يقتنع، واعتبر كثير من الناشطين أن الملف أُغلق بسرعة ودون كشف كامل للحقيقة.
التسريبات وأثرها القانوني
أشعلت التسريبات التي طالت صور ومقاطع لجثمان الطبيبة مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت موجة غضب عارمة، واعتبر قانونيون أن ما جرى يمثل خرقًا فاضحًا للقانون الذي يجرّم نشر الصور المسيئة وينص على الحفاظ على سرية التحقيقات،
هذه الحادثة فتحت الباب أمام مطالبات بتشديد العقوبات القانونية لحماية خصوصية الأفراد حتى بعد وفاتهم.
أبعاد اجتماعية ونفسية
رحيل بان زياد طارق لم يكن حدثًا عابرًا، بل كشف عن الضغوط الهائلة التي تواجه النساء العراقيات والطواقم الطبية، سواء من الناحية النفسية أو المهنية، كما أعاد النقاش حول قضايا حقوق المرأة وتوفير بيئة آمنة لعملها، خاصة في مجالات حساسة مثل القطاع الطبي.
ردود الفعل الشعبية والبرلمانية
انقسم الشارع العراقي بين من يصدق رواية الانتحار ومن يطالب بتحقيق مستقل.
- تصدر هاشتاغ #العدالة_لبان_زياد مواقع التواصل.
- طالب نواب البرلمان بإجراءات حاسمة لاستعادة ثقة المواطنين بالمؤسسات الأمنية والقضائية.
الإعلام ودوره في تضخيم القضية
لعبت وسائل الإعلام المحلية والعربية دورًا محوريًا في إبقاء القضية ضمن دائرة الاهتمام، فيما كان للإعلام الرقمي التأثير الأكبر في تحويلها إلى ترند وطني، عبر نشر تقارير وتحليلات مستمرة عن خلفيات الحادثة.
رؤية مستقبلية
تكشف هذه القضية عن حاجة ملحّة لإصلاح المنظومة القضائية والأمنية في العراق، وتعزيز القوانين التي تحمي المرأة وتضمن الشفافية في التحقيقات، كما تؤكد أن الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة لا تُبنى إلا من خلال كشف الحقائق ومحاسبة المتورطين.