كتب خليل الشيخ:
"تفاجأنا بصوت انفجار قوي هز أرجاء المكان، تلاه تساقط شظايا، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل توالت الانفجارات وسقوط الشظايا ليتبيّن أن المنطقة كلها تتعرض لقصف مدفعي عنيف"، هكذا لخص المواطن أسعد أبو الجديان (43 عاماً) مجمل ما تعرضت له منطقة مشروع بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، خلال الليلة قبل الماضية.
وأشار أبو الجديان إلى أن قوات الاحتلال استهدفت منطقة سكناهم في محيط مسجد "القسام" بأكثر من 15 قذيفة مدفعية باحتساب عدد الانفجارات، ما تسبب بوقوع عشرات الإصابات بين المواطنين منها إصابات بالغة وخطيرة.
وقال: "غالبية القذائف كانت تستهدف منازل غير مأهولة نزح سكانها إلى الجنوب، لكن شظاياها كانت تصيب منازل الجيران، وتلحق بها أضراراً وإصابات".
وحسب شهود عيان من المنطقة ذاتها وغيرها من المناطق المجاورة، فإن القصف المدفعي بات سلوكاً عدوانياً مستمراً، لا سيما خلال ساعات الليل بشكل يعرّض المواطنين للموت أو الإصابة.
ولا أحد يعرف من أين تأتي هذه القذائف، ولا مكان تمركز الدبابات، فالمنطقة لا تشهد أي اجتياح بري، حسب الشاب حسام في العشرينيات من عمره.
وقال حسام، الذي يقطن في بلدة بيت لاهيا: إن منطقة سكنه تعرضت لقصف مدفعي استمر أربعة أيام متتالية بشكل متقطع، لافتاً إلى أن القصف تسبب باستشهاد وإصابة نحو 25 مواطناً، من بينهم أطفال.
وأكد أن منطقة سكنه كانت تعرضت للعديد من الأحزمة النارية التي تسببت بتدمير أبنية وعمارات وحوّلتها إلى أكوام من الركام، بشكل عرّض السكان لخطر الموت بشكل مباشر، لكن القصف المدفعي لا يقل خطورة عن الأحزمة النارية، التي كانت تسببت بإصابة واستشهاد كثير من المواطنين.
واعتبر المواطن أبو ساري بدر (37 عاماً) أن الاعتداءات بالقذائف المدفعية أخطر بكثير من القصف الجوي، موضحاً أن القصف الجوي يستهدف بناية أو اثنتين فقط، ثم تهدأ المنطقة لعدة أيام، لكن القصف المدفعي قد يستمر لأيام متتالية دون أي بوادر لتوقفه، فضلاً عن خطورته الواسعة.
وقال بدر، الذي يقطن في مخيم جباليا شمال القطاع: "صحيح أن جزءاً كبيراً من المنازل خالٍ من السكان، الذين نزحوا إلى الجنوب، وأخرى منازل مدمرة، لكن الاحتلال يستهدف هذه المنازل بقذائف مدفعية قد تصل شظاياها ضمن دائرة قطرها 50 متراً.
واعتبر أن الأخطر من ذلك هو تعرض منطقة سكنية غالبية منازلها بدائية وأرضية لمجموعة قذائف مدفعية، بشكل يتسبب بتدمير العشرات منها وإصابة مَن فيها.
وذكر المواطن محمود (52 عاماً) من جباليا أن الأخطر في القصف المدفعي ليس فقط بتوالي سقوط القذائف وتوسع دائرة استهدافاتها، بل يعتقد أنها تسقط بشكل عشوائي، وهو ما يفاقم حالة الخوف والذعر التي تصيب المواطنين.
وقال: "ذات مرة وقع قصف مدفعي استمر لنحو ست ساعات متتالية في منطقة الجرن جنوب مخيم جباليا، ولوحظ سقوط قذائف في مناطق خالية وأراضٍ زراعية، فضلاً عن سقوط قذائف على المنازل والمساجد ومراكز الإيواء، وهو ما يدلل على عشوائية سقوطها".
ولفت إلى أن القصف المدفعي يتسبب باستشهاد العشرات من المواطنين يومياً في قطاع غزة.
0 تعليق