رصدت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية معاناة الأمريكيين خلال أول 100 يوم من حكم الرئيس دونالد ترامب، مشيرةً إلى أن التراجع الاقتصادي كان الأسوأ منذ سنوات. واعتبرت الصحيفة أن ترامب أخفق في دعم الجبهة الداخلية التي تعاني من التضخم، إضافة إلى تفاقم الأزمات الدولية نتيجة فرض الرسوم الجمركية.

معاناة الطبقة العاملة الأمريكية

على مدار أكثر من عشرين عامًا، كافحت الكثير من النساء العاملات مع أزواجهن لتسديد الفواتير وتلبية احتياجات أسرهن، رغم تعاقب رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين. إلا أنهن أكدن أن الحياة في عهد ترامب باتت أصعب من أي وقت مضى، رغم وعوده بتحقيق تحول اقتصادي سريع.
وقالت بعضهن: "كنا نأمل أن يشهد هذا العام تغييرًا جذريًا نحو الأفضل، لكننا نشعر وكأن الظلام يخيّم علينا وما زلنا في شهر أبريل".
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية

100 يوم من الجمود الاقتصادي

بعد مرور نحو 100 يوم على أداء ترامب اليمين الدستورية للمرة الثانية، بدأت معنويات المستهلكين والشركات تتراجع بسبب تخفيضات واسعة في الوظائف الفيدرالية، وتقلبات حادة في سوق الأوراق المالية، وفرض رسوم جمركية مفاجئة.

توقعات خبراء الاقتصاد: الركود يلوح في الأفق

يتوقع كبار خبراء الاقتصاد أن تدخل الولايات المتحدة في حالة ركود قريبًا، مع استمرار ارتفاع تكاليف الغاز والبقالة، وتراكم ديون بطاقات الائتمان وأقساط السيارات على ملايين الأمريكيين، مما قد يؤدي إلى ارتداد عالمي واسع إذا تفاقم الوضع.

الرسوم الجمركية تفاقم الأزمات

أدت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى حالة من عدم اليقين الاقتصادي، حيث قامت بعض الشركات بتحميل التكاليف الإضافية على المستهلكين الذين سارعوا لشراء السلع قبل ارتفاع أسعارها، بحسب محللي "جي بي مورجان".
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض على الاقتصاد العالمي؟

وعود انتخابية لم تتحقق

خلال معركته الانتخابية ضد الرئيس السابق جو بايدن ومن بعدها نائبته كامالا هاريس، وعد ترامب بإجراء تغييرات كبيرة على الاقتصاد الأمريكي. وتحت ضغط التهديدات بالرسوم، أعلنت شركات كبرى مثل "آبل" و"جونسون آند جونسون" و"أبوت لابوراتوريز" عن استثمارات بمئات المليارات من الدولارات في مصانع جديدة لإنتاج السيارات ورقائق الكمبيوتر والأدوية.

تراجع سوق الأسهم منذ تولي ترامب

شهدت سوق الأسهم الأمريكية انخفاضًا بنحو 9% منذ تولي ترامب منصبه، مما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات في حسابات التقاعد، رغم استمرار دعم مؤيديه له.
كما وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء التضخم في اليوم الأول، وخفض فواتير الطاقة إلى النصف خلال عام ونصف، إضافة إلى خفض أسعار الغذاء فورًا.
وقال ترامب آنذاك: "عندما أفوز، سأخفض الأسعار على الفور".

اعتقاد شعبي سابق بتفوق ترامب اقتصاديًا

في مقابلات أجرتها "يو إس إيه توداي" مع مئات الناخبين العام الماضي، عبر معظم مؤيدي ترامب عن قناعتهم بأنه سيكون الأفضل للاقتصاد، متوقعين ارتفاع الأجور وانخفاض الأسعار وتوفير مساكن بأسعار معقولة.

التضخم يتراجع جزئيًا

سجل التضخم تباطؤًا طفيفًا في مارس، مع ارتفاع بنسبة 2.4% مقارنةً بـ 2.8% في فبراير، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل، بفضل تراجع أسعار البنزين بنسبة 10% وتراجع تكاليف السفر، لكنه مهدد بالزيادة مجدداً وبقوة بسبب الحرب التجارية، التي يقودها الرئيس الأمريكي.

أسعار البنزين ترتفع رغم الوعود

وعد ترامب خلال حملته بخفض أسعار البنزين إلى أقل من دولارين للجالون، إلا أن متوسط السعر في منتصف أبريل بلغ 3.22 دولار، مرتفعًا من 3.08 دولار في مارس، وفق جمعية السيارات الأمريكية.

تراجع الثقة في إدارة ترامب للاقتصاد

أظهر استطلاع جديد لمركز "بيو" للأبحاث تراجع ثقة الأمريكيين في قدرة ترامب على إدارة الاقتصاد. ففي حين عبّر 59% عن ثقتهم في نوفمبر الماضي، انخفضت هذه النسبة إلى 45% فقط، بينما قال 54% إن ثقتهم باتت ضئيلة أو معدومة.

العبء المالي على الأسر الأمريكية

توقع مختبر ميزانية جامعة ييل أن تدفع الأسرة المتوسطة نحو 3800 دولار إضافي هذا العام بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وخاصة تلك التي طالت الغذاء والملابس.
كما زادت هزة سوق الأوراق المالية وأسعار السيارات والمنازل وتباطؤ خفض تكاليف البقالة من الأعباء، وسط ارتفاع الدين الجماعي للأسر الأمريكية إلى أكثر من 18 تريليون دولار.