الكويت الاخباري

السلع الأساسية تتفوق رغم الحرب التجارية وصراع «ترامب وباول» - الكويت الاخباري

قال تقرير اقتصادي: إن في الوقت الذي تتأثر فيه الأسواق بالحرب التجارية الأمريكية الصينية وضغوطات على الفيدرالي الأمريكي قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد عند 3,500 دولار للأوقية، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، فيما تفوقت السلع الأساسية على الأصول الأخرى، وسط تباين ملحوظ في أداء المؤشرات.
وأوضح التقرير أن الأضواء لا تزال مسلطة في سوق السلع الأساسية على الذهب، الذي قفز الليلة الماضية إلى مستوى قياسي جديد بلغ 3,500 دولار للأوقية، محققاً بذلك مكاسب سنوية مذهلة بنسبة 33% حتى تاريخه.

صعود الذهب

أفاد بأن هذا الصعود السريع يعني أن المعدن الأصفر قد بلغ بالفعل التوقعات السعرية المعدلة صعوداً، وذلك في وقت أبكر بكثير من التوقعان.

أخبار متعلقة

 

سعر جرام الذهب اليوم في مصر.. عيار 21 يسجل 4765 جنيها
استقرار سعر الريال السعودي اليوم مقابل الجنيه المصري
وأشار إلى أن هذا الارتفاع المذهل على اتجاه أوسع نطاقاً في سوق السلع، التي لا تزال تتأثر بشدة بالتطورات الجيوسياسية والاقتصادية الكلية، لا سيّما تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وقال التقرير: "مع تصاعد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، تتزايد المخاوف من الأثر السلبي المحتمل على النمو العالمي، وما قد ينجم عنه من انخفاض في الطلب على السلع الدورية المرتبطة بالنشاط الاقتصادي مثل الطاقة والمعادن الصناعية".
وأضاف: "زادت عطلة عيد الفصح من حدة الاضطراب في الأسواق، إذ شهدت تجدد الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي".

خلاف ترامب وباول

وجدد الرئيس دونالد ترامب انتقاداته للبنك المركزي، داعياً علناً إلى خفض أسعار الفائدة، وهي خطوة أثارت قلق الأسواق المالية.
وتراجعت الأسهم الأمريكية أكثر، وهبط الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات. وبأسلوبه المعروف، هاجم ترامب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفاً إياه بـ"الخاسر الكبير"، واتهمه بالتأخر في الاستجابة للتهديدات الاقتصادية.
وصعّد تحذيره الصريح – لا يمكن أن يأتي عزله في وقت قريب بما فيه الكفاية"– من مستوى الخلاف، محوّلاً إياه من اختلاف في السياسة إلى مواجهة شخصية ذات طابع سياسي صريح.
وأوضح التقرير أن التصعيد لا يزيد فقط من الضغط على الفيدرالي، بل يجعله أيضاً بمثابة كبش فداء ملائم لأي تباطؤ اقتصادي مرتقب في الولايات المتحدة.

تفوق السلع الأساسية

وذكر التقرير أن رغم هذه التحديات المتزايدة، فقد تفوقت السلع الأساسية عموماً على معظم فئات الأصول الأخرى منذ بداية العام.
وأضاف أن جاذبية تلك السلع كأصول ملموسة توفّر للمستثمرين تغطية مزدوجة من جهة التعرّض للنمو العالمي، ومن جهة أخرى التحوّط ضد التضخم وضعف العملة والتقلبات المالية الأوسع.
وبحسب التقرير فإن مع ذلك، لم تكن موجة الارتفاع متساوية، إذ لم تحقق سوى عدد قليل من السلع –أبرزها الذهب، النحاس، الفضة، والبن– عوائد من رقمين.
ووفقا للتقرير، يبرز هذا التباين أهمية فهم تأثير التركيبة الداخلية لصناديق المؤشرات المتداولة على أدائها العام، لا سيما في ضوء ديناميكيات السوق الحالية.
وقال التقرير: إن على الرغم من أن مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية قد تفوق خلال العام الماضي، إلا أنه لا يزال متأخراً عن المؤشرين الآخرين على مدى خمس سنوات، ويرجع ذلك أساساً إلى اختلافات في تخصيص القطاعات.
وأضاف أن مؤشر بلومبرغ، الذي يعد المؤشر المرجعي المفضل، يتتبع 24 سوقاً رئيسياً للعقود الآجلة بتوزيع متوازن بين قطاعات الطاقة والمعادن والزراعة.

وفي المقابل، يركز مؤشرا ستاندرد آند بورز ودويتشه بنك للعائد الأمثل للسلع الأساسية على عدد أقل من السلع، مع تركيز أكبر على قطاع الطاقة.
وأوضح أن رغم أن مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية حقق أداءً أفضل خلال العام الماضي، إلا أنه يتخلف على مدى خمس سنوات، والسبب الرئيسي في ذلك هو اختلاف التوزيع بين الصناديق الثلاثة.
وأفاد بأن في حين يتوزع مؤشر بلومبرغ للسلع الأساسية بين قطاعات الطاقة والمعادن والزراعة بنسب متقاربة، يتركز معظم التعرض في المؤشرين الآخرين ضمن قطاع الطاقة.
وبحسب التقرير استفاد مؤشر بلومبرغ خلال العام الماضي من المكاسب القوية في الذهب 46%، الفضة 18%النحاس 7.4%، البن 76%، والماشية الحية 21%.
وتشكل هذه السلع الخمس مجتمعة 30.8% من الوزن الإجمالي لـ بلومبرغ للسلع الأساسية، وهي هي نسبة أعلى بكثير من نسبتها في مؤشري ستاندرد آند بورز 16.3% ودويتشه بنك للعائد الأمثل للسلع الأساسية 13.7%.

اختلافات استراتيجية

ودعا التقرير المستثمرين الراغبين في التعرض الواسع للسلع الأساسية الانتباه جيداً للاختلافات الاستراتيجية بين المؤشرات.
وأوضح أن في فترات النمو الاقتصادي القوي –خاصة في الأسواق الناشئة ذات الاستخدام الكثيف للموارد– تميل سلع الطاقة والمعادن الصناعية إلى التفوق في الأداء.
ولفت التقرير الصادر عن "ساكسو بنك" إلى أن في أوقات عدم اليقين المالي، كما هو الحال في بيئة اليوم التي تتسم بمخاوف من التضخم وتوترات سياسية، فقد توفّر المؤشرات التي تعطي وزناً أكبر للمعادن الثمينة والسلع الزراعية حماية وتنويعاً أفضل.
ويجدر الذكر أن القطاع الزراعي لا يرتبط بقوة ببقية الأسواق، إلا أنه يحظى بدعم إضافي خلال فترات ضعف الدولار الأمريكي.

أخبار متعلقة :