يُعدّ مروان البرغوثي من أبرز القادة الفلسطينيين الذين برزوا في المشهد السياسي والميداني منذ شبابه المبكر، وأصبح رمزًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى لقّبه كثيرون بـ "مانديلا فلسطين". وعلى الرغم من قضائه أكثر من عشرين عامًا خلف قضبان السجون الإسرائيلية، ما زال يحتفظ بمكانة سياسية وشعبية بارزة، ويُنظر إلى الإفراج عنه كعامل قد يعيد رسم ملامح القيادة الفلسطينية في المستقبل.

في خضم مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، برز اسم البرغوثي مجددًا بعد أن طالبت حركة حماس بالإفراج عنه ضمن أي اتفاق. هذه الخطوة فسّرها محللون بأنها محاولة من الحركة لتعزيز مكانتها الشعبية، والتأكيد على أنها جزء من النسيج الوطني الفلسطيني، خصوصًا أن البرغوثي يتمتع بقبول واسع في الشارع الفلسطيني.
البدايات والنشأة
وُلد مروان البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب رام الله عام 1959.
انضم إلى حركة فتح في سن مبكرة، وهو في الخامسة عشرة.
اعتقل لأول مرة عام 1976 وقضى سنوات في السجون الإسرائيلية، حيث تعلم العبرية وأكمل دراسته الثانوية.
التعليم والنشاط السياسي
حصل على البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية من جامعة بيرزيت.
نال الماجستير في العلاقات الدولية، ثم لاحقًا الدكتوراه عام 2010 برسالة حول أداء المجلس التشريعي الفلسطيني.
عمل محاضرًا في جامعة القدس – أبو ديس قبل اعتقاله.
دوره في الانتفاضات
كان من القيادات البارزة في الانتفاضة الأولى (1987)، ما دفع إسرائيل إلى اعتقاله وترحيله إلى الأردن لسبع سنوات.
عاد إلى الضفة بعد توقيع اتفاق أوسلو 1994.
لعب دورًا محوريًا في الانتفاضة الثانية، ما جعله هدفًا رئيسيًا لإسرائيل التي اعتقلته عام 2002، وحكمت عليه بالسجن المؤبد خمس مرات.
الحياة الشخصية
متزوج من المحامية فدوى البرغوثي التي تحولت إلى وجه سياسي وإعلامي بعد اعتقاله.
له أربعة أبناء، أبرزهم قسّام الذي تعرض للاعتقال أكثر من مرة.
صورته كرمز وطني
يحظى البرغوثي بدعم واسع بين الفلسطينيين، إذ يُنظر إليه كقائد قادر على توحيد الصف الفلسطيني، وهو ما يفسر خشية إسرائيل من إطلاق سراحه.
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون علّق بعد اعتقاله قائلًا إنه كان يفضل لو كان "رمادًا في جرة"، في دلالة على خطورته بالنسبة لإسرائيل.
الفيديو المثير للجدل
مؤخرًا، أثار مقطع فيديو نشره وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يظهر فيه وهو يهدد البرغوثي داخل زنزانته موجة غضب وتضامن واسعة. ظهر البرغوثي بملامح متعبة ووزن ناقص، ما أثار قلق عائلته على صحته. ابنه قسّام صرّح أن ما حدث وحّد الشعب الفلسطيني أكثر حول والده، مؤكّدًا أن "معاناته هي معاناة الشعب الفلسطيني نفسه".

باختصار، مروان البرغوثي ليس مجرد أسير سياسي؛ بل يُعتبر رمزًا لوحدة الفلسطينيين ومثالًا لصمودهم، وشخصية تخشاها إسرائيل خشية أن يتحول إطلاق سراحه إلى نقطة تحول سياسية تعيد رسم مستقبل القيادة الفلسطينية.
0 تعليق