انسحاب التحالف منها.. بغداد تدخل عهد السيادة الكاملة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

بعد أكثر من عقد على تشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، يكتب العراق اليوم فصلًا جديدًا في تاريخه الأمني والسياسي بإغلاق صفحة الوجود العسكري الأجنبي.

 فمنذ عام 2014 لعب التحالف بقيادة الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دحر التنظيم واستعادة المدن، لكن مع مرور الوقت تصاعدت الدعوات الداخلية لإنهاء هذا الوجود، باعتباره خطوة ضرورية نحو استعادة السيادة الكاملة. 

 

الاتفاقات الأخيرة مع واشنطن، إلى جانب قرار إنهاء مهمة الأمم المتحدة، تعكس انتقال العراق من مرحلة الاعتماد على الدعم الخارجي إلى إدارة أمنه بنفسه، في لحظة تُعد مفصلية لمساره نحو الاستقرار والاستقلالية.


نشأة التحالف وتحوّله

تشكل التحالف الدولي عام 2014 لوقف تمدد "داعش"، معتمدًا على الضربات الجوية والتدريب والدعم اللوجستي للقوات العراقية. وبحلول نهاية 2021، أعلن انتهاء الدور القتالي المباشر، والتحول إلى مهام استشارية وتدريبية فقط.

انسحاب تدريجي نحو السيادة

في سبتمبر 2024، وقعت بغداد وواشنطن اتفاقًا يقضي بجدول زمني لانسحاب تدريجي. بدأت المرحلة الأولى في سبتمبر 2025 بخروج القوات من قاعدة عين الأسد ومقر العمليات في بغداد، مع بقاء أقل من 500 مستشار في أربيل. ومن المقرر أن يكتمل الانسحاب نهائيًا في 2026، على أن تستمر العلاقة الأمنية في إطار ثنائي مبني على التعاون والدفاع المشترك.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان: "انسحاب قوات التحالف من العراق يُعد من إنجازات الحكومة، ويعبر عن قدرة العراق على التصدي للإرهاب. هذا القرار يدل على أن بلادنا قادرة على حماية أمنها واستقرارها دون الحاجة إلى مساعدة أخرى".

 

تحديات سياسية وأمنية

القرار لم يخلُ من جدل داخلي، حيث أعربت قوى سياسية مرتبطة بإيران عن مخاوف من احتمال عودة "داعش" أو تنامي تهديدات خارجية، خصوصًا مع تراجع النفوذ السوري عقب سقوط نظام بشار الأسد.
ورغم ذلك، شددت الحكومة على أن مؤسساتها الأمنية جاهزة لملء الفراغ. وأكد النعمان في تصريحاته أن: "إغلاق ملف وجود قوات التحالف خطوة متقدمة، توازيها إجراءات مشددة لتعزيز الأمن الداخلي، إلى جانب حماية المنشآت والشركاء الدوليين من أي تهديدات".

 

انسحاب الأمم المتحدة وإغلاق الملفات

في موازاة هذا التحول، طلبت بغداد من الأمم المتحدة إنهاء مهمة بعثة "يونامي" مع نهاية 2025، وهو ما وافقت عليه المنظمة الدولية. ويرى مراقبون أن ذلك يعكس توجهًا رسميًا لإدارة الملفات الداخلية بقدرات عراقية خالصة، دون الاعتماد على تدخل خارجي.

تحول استراتيجي في العلاقة مع واشنطن

من جانبه، أعلن سفير الولايات المتحدة في العراق أن مهمة التحالف الدولي ستتغير جذريًا: "من الآن فصاعدًا، ستتحول مهمة التحالف إلى شراكة أمنية ثنائية مع الحكومة العراقية، بعد أن كانت تتركز على العمليات العسكرية. وستُدار الخطط والعمليات تحت إشراف وزارة الدفاع العراقية بشكل كامل".

 

معنى التحوّل بالنسبة للعراق

هذه التطورات تعني أن العراق يدخل مرحلة جديدة من تاريخه السياسي والأمني. فهو يغلق صفحة التدخل الدولي الواسع، ويتجه إلى بناء علاقات ثنائية قائمة على الثقة والسيادة. ورغم استمرار المخاوف من فراغ أمني محتمل، إلا أن النضج السياسي والمؤسساتي يمنح العراق فرصة لترسيخ استقلاليته وحماية استقراره بقراره الوطني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق