ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية لم تكشف عن هوياتهم، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تشهد "انقساما عميقا" بشأن الاستراتيجية المتبعة تجاه الصين.
وبحسب تقرير الصحيفة، أبدى ترامب ومقربوه، مع توليه منصبه، "استعدادا للانخراط في مفاوضات مع الصين لخفض التوتر في ملفات التجارة، وتايوان، وقضايا أخرى". غير أن رغبة ترامب في الانتصار في الحرب التجارية مع بكين أصبحت "تهدد" فرص إجراء مثل هذه المفاوضات.
وتشير الصحيفة إلى أن الحرب التجارية اندلعت قبل أن تتمكن التيارات المختلفة داخل البيت الأبيض من تحديد موقف موحد إزاء الصين.
وقالت الصحيفة: "خلال الأيام العشرة الماضية، أفاد عدد من مسؤولي الإدارة بأن البيت الأبيض يشهد انقساما حادا بشأن كيفية التعامل مع بكين".
وأشارت إلى أن فريق ترامب يُظهر ما وصفته بـ "الارتباك الاستراتيجي" في العلاقات مع الصين؛ إذ يرى بعض المسؤولين أن فرض الرسوم الجمركية يهدف إلى دفع الصين نحو اتفاق تجاري، بينما يرى آخرون أن الرئيس يسعى من خلال تلك الرسوم إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي للاقتصاد الأمريكي.
وفي هذا السياق، صرّح السفير الأمريكي الأسبق لدى الصين، نيكولاس بيرنز، للصحيفة بأن العلاقات بين واشنطن وبكين تمرّ حاليا بأحد أخطر الأزمات الدبلوماسية منذ استئناف العلاقات الثنائية في عام 1979.
ووفقا للصحيفة، فإن التصعيد الذي أطلقه ترامب قد "يسمم" العلاقات بين البلدين رغم الترابط العميق بين اقتصاديهما، مرجحة أن يضطر الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف إلى الاختيار بين "زواج غير سعيد" أو "طلاق مدوٍّ" مع الصين.
وكان ترامب قد وقّع، في 2 أبريل، مرسوما يقضي بفرض رسوم جمركية "متبادلة" على واردات الولايات المتحدة من دول أخرى، بنسبة أساسية تبلغ 10%.
وبدءا من 9 أبريل، فُرضت رسوم أعلى على واردات من 57 دولة، تم احتسابها بناء على حجم العجز التجاري الأمريكي مع كل منها، بهدف تحويل العجز إلى توازن. لكن في اليوم نفسه، جرى تجميد هذه الرسوم المرتفعة لمدة 90 يومًا لجميع الدول، باستثناء الصين.
وفي خضم تصاعد الحرب التجارية، بلغت الرسوم "المتبادلة" الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية 125%، وهي النسبة نفسها التي ردّت بها بكين على المنتجات الأمريكية.
كما فرضت واشنطن رسما إضافيا بنسبة 20% على الصين، متهمة إياها بالتقاعس في مكافحة تجارة المخدرات الصناعية كالفنتانيل المحظور والمواد المتعلقة به.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد وصف في وقت سابق رفع الرسوم الأمريكية على السلع الصينية بأنه غير مبرر. وبرأيه أن هذه الإجراءات تُلحق الضرر بالأسواق العالمية وتسيء إلى سمعة القيادة في واشنطن نفسها.
كما حذر وانغ يي من رد حاسم إذا لم توقف الولايات المتحدة الضغط الاقتصادي على الصين
0 تعليق