في سماء مصر الأبية، سطعت نجوم أضاءت دروب العدل، كان من بينها قامة باسقة كالجبل الأشم، هو المغفور له المستشار الجليل شعبان الشامي، أسد ساحات القضاء الذي زأر في وجه قوى الظلام والإرهاب، ولم تأخذه في الحق لومة لائم. لقد وهب حياته للذود عن حمى الوطن، متصديًا ببسالة لجموع المجرمين الذين أرادوا لمصر الخراب والدمار.
واليوم، إذ تستقبله الملائكة بالبشر والرضوان، يخرج علينا من جحورهم النتنة حشرات الليل من أهل الضغينة والحقد، ينفثون سموم الشماتة على روحه الطاهرة. أيها الأوغاد، يا أحفاد القردة والخنازير، ألم تعلموا أن للموت هيبة وجلال، وأن الفرح بمصاب الأبطال هو قمة الخسة والانحطاط؟ ألم تدركوا قول الحق تبارك وتعالى: «وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ» [الحجرات: 12]، وإن كانت هذه الآية في حق الأحياء الذين يملكون الرد عليكم، فما بالكم بالأموات الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم؟ إن حسابكم عند الله لعسير.
لقد واجه المستشار الشامي أفاعي الإرهاب ببسالة لا تلين، لم تهزه تفجيراتهم ولا روعته تهديداتهم. كان درعًا حصينًا للوطن، وسيفًا قاطعًا على أعناق المجرمين. فبأي لسان نجس تتجرؤون أيها الحثالة على النيل من قامة بحجمه بعد أن وافته المنية؟ أي وقاحة تحملونها وأي دناءة تسكن أرواحكم المريضة؟ تذكروا قول الله تعالى في أمثالكم: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا» [الأحزاب: 57]. فكيف بمن يؤذي عباد الله الصالحين ويتشفى بموتهم؟.
أيها الشامتون الحمقى، بدلًا من أن تتعظوا بموت هذا البطل وتراجعوا أنفسكم الخبيثة، تزيدون في غيكم وضلالكم. اعلموا أن دماء الشهداء وعرق المخلصين ستكون لعنة تطاردكم، وأن ذكرى المستشار الشامي ستظل شوكة في حلوقكم ووصمة عار تلاحقكم إلى يوم الدين.
اللهم يا قهار، يا جبار، يا منتقم، سلط سياط عدلك على كل من شمِت وحقد وتطاول على عبدك ووليك المستشار شعبان الشامي. اللهم ارحمه رحمة واسعة، واغفر له مغفرة شاملة، وأسكنه فسيح جناتك مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
أما أهل الشر والإرهاب والشامتين، فنسألك اللهم أن تذيقهم العذاب ألوانًا، وأن تجعل كيدهم في نحورهم، وأن تشغلهم بأنفسهم، وأن تجعلهم عبرة للمعتبرين.
رحم الله أسد العدل، وسحق الله كل باغٍ أثيم! المستشار الشامي حي في قلوب الشرفاء، ومصير الشامتين مزبلة التاريخ.
اقرأ أيضاً
صبرة القاسمي يكتب: «هدايا الرئيس في عيد ميلاده»صبرة القاسمي لـ"الشاهد": الإخوان سجدوا بعد علمهم باغتيال فرج فودة ورفعت المحجوب
0 تعليق