قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن السحب والأمطار الخفيفة بدأت تتساقط بالفعل في منطقة حوض النيل الأزرق، ما أدى إلى ارتفاع الإيراد اليومي من المياه إلى سد النهضة ليصل إلى أكثر من 20 مليون متر مكعب يوميًا، مقارنة بـ12 مليون متر مكعب فقط خلال أبريل الماضي.
وأوضح شراقي، عبر منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن التوقعات الأولية تشير إلى أن معدل هطول الأمطار خلال الفترة الحالية حول المتوسط أو أعلى بقليل، ما يضع إثيوبيا أمام تحدٍ فني كبير فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الكميات المتزايدة من المياه.
تخوفات من ضعف الأداء التشغيلي للتوربينات
وأشار شراقي إلى أن إثيوبيا تسعى جاهدة لتشغيل التوربينات ومحاولة تصريف أكبر قدر ممكن من المياه عبرها، بهدف تقليل كميات المياه التي قد تُصرف لاحقًا عبر بوابات المفيض دون استفادة مائية أو كهربائية.
ومع ذلك، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن انخفاض منسوب المياه في بحيرة السد لا يتعدى 1 متر فقط، وهو ما يعادل نحو 2 مليار متر مكعب، حيث انخفض المنسوب من 638 مترًا إلى نحو 637 مترًا، ليصبح إجمالي التخزين في بحيرة السد حاليًا نحو 58 مليار متر مكعب.
وأضاف شراقي أن هذا الانخفاض الطفيف يُعزى إلى ضعف كفاءة تشغيل التوربينات خلال الأشهر الماضية، محذرًا من أن الفرصة ما زالت قائمة أمام إثيوبيا للقيام بعملية تفريغ تدريجي للمياه قبل دخول موسم الفيضان في يوليو المقبل.
سيناريوهات متوقعة قبل موسم الفيضان
وتابع الخبير المائي أن أمام إثيوبيا نافذة زمنية محدودة لتقليل منسوب المياه في البحيرة عبر تشغيل التوربينات بكامل طاقتها، قبل تزايد معدلات الأمطار بشكل مكثف خلال شهر يوليو، مشيرًا إلى أن عدم الاستفادة من هذه الفرصة قد يؤدي إلى تصريف المياه عبر بوابات الطوارئ دون أي جدوى اقتصادية أو إنتاج كهربائي فعلي.
أزمة فنية قد تتفاقم في حال استمرار الأداء الضعيف
وفي ضوء المؤشرات الحالية، حذّر شراقي من أن استمرار الأداء الضعيف للتوربينات قد يؤدي إلى تكرار مشهد السنوات الماضية، حينما اضطرت إثيوبيا إلى فتح بوابات المفيض لتصريف المياه دون استخدامها، وهو ما يؤكد استمرار التحديات الفنية والتشغيلية في منظومة سد النهضة رغم اكتمال التخزين المرحلي الرابع.
أخبار متعلقة :