“بعد غروب اليوم” مشاهدة السماك الرامح في السماء
دعت الجمعية الفلكية بمحافظة جدة هواة الفلك والمشاهدين إلى مشاهدة السماك الرامح في السماء، والذي سيظهر بعد غروب شمس يوم الأحد 6 أكتوبر 2024 وبداية الليل. وذكرت الجمعية على حسابها في منصة “إكس” أنه يمكن رصد هذا النجم اللامع في الأفق الشمالي الغربي.
أوضحت الجمعية أن النجم يظهر بألوان متلألئة مختلفة عندما يكون قريبًا من الأفق، وذلك بسبب مرور ضوئه عبر طبقة كثيفة من الغلاف الجوي، الذي يعمل على كسر الضوء وفصله إلى عدة ألوان.
السماك الرامح: عملاق أحمر في سماء الربيع
السماك الرامح هو نجم عملاق أحمر يقع في كوكبة العواء، ويعد من أبرز النجوم التي تظهر في سماء الربيع. يتميز هذا النجم بسطوعه الشديد الذي يفوق ضياء الشمس بمقدار 200 مرة، ويبلغ قطره 22 ضعف قطر الشمس. وبسبب قربه النسبي إلى الأرض، يعتبر السماك الرامح أحد أشد النجوم تألقًا في نصف الكرة السماوية الشمالي، ويحتل المرتبة الرابعة من حيث السطوع بين جميع النجوم.
تاريخ رصد السماك الرامح
يُمكن رؤية السماك الرامح من مختلف قارات العالم باستثناء أجزاء من القارة القطبية الجنوبية. ويُذكر أن هذا النجم كان أول نجم تم رصده نهارًا بواسطة تلسكوب في عام 1635، وذلك على يد العالم جين مورين. يقع النجم في امتداد كوكبة الدب الأكبر، وتشير القياسات الحديثة التي أجراها القمر الصناعي هيباركوس إلى أن السماك الرامح يبعد عن الأرض حوالي 36.7 سنة ضوئية.
نشأته وتطوره
يعتبر السماك الرامح نجمًا قديمًا يعود عمره إلى ما بين 5 و8 مليارات سنة، وهو بذلك يُعَد أقدم من الشمس. يُحتمل أن هذا النجم لم ينشأ في مجرة درب التبانة، بل قد يكون جاء من مجرة قزمة التحمت مع مجرتنا منذ مليارات السنين، وهو سيناريو مشابه لما يحدث حاليًا مع المجرة القزمة الرامي ومجرة ماجلان الكبرى.
صفاته الفيزيائية
بالنظر إلى عمر السماك الرامح، نجد أن معدنيته ضعيفة مقارنةً بالشمس، حيث تحتوي الشمس على كمية أكبر بخمسة أضعاف من المعادن. ويبدو أن السماك الرامح أكثر إشعاعًا مما هو متوقع من نجم يعتمد في إنتاج طاقته على اندماج الهيدروجين. حاليًا، يحدث في هذا النجم اندماج الهيليوم لتكوين الكربون والأكسجين. ورغم الاعتقاد بأن هذا النوع من النجوم لا يمتلك نشاطًا مغناطيسيًا، إلا أن السماك الرامح يُشع أيضًا أشعة إكس، ما يشير إلى احتمال وجود نشاط مغناطيسي له.
تعليقات