خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن رمضان 1446-2025 مكتوبة

خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن رمضان 1446-2025 مكتوبة
خطبة جمعة قصيرة عن رمضان 1446

مرت الأيام وتعاقبت الشهور، واقتربت الليالي المباركة معلنةً اقتراب شهر رمضان 2025، حيث ودّعنا رجب واستقبلنا شعبان، ذلك الشهر الذي يغفل عنه الكثيرون بين رجب ورمضان، بينما يُدرك أهل الفضل أن الطاعة في أوقات الغفلة مضاعفة الأجر، فقد جعل الله الأيام تتفاوت في فضلها ليمنح المؤمنين فرصًا متجددة للتقرب إليه، ومع اقتراب الشهر الكريم، الذي يزخر بالخيرات والنفحات الإيمانية، يحرص المسلمون على تهيئة أنفسهم نفسيًا وروحيًا، ليكونوا على أتم الاستعداد لاستقباله واستثمار أيامه المباركة في الطاعة والعبادة.

خطبة جمعة عن رمضان 2025

ها هي الأيام المباركة تقترب، تحمل معها بشائر شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، ليُشرق علينا رمضان بنوره وفضله، مذكّرًا المسلمين في جميع أنحاء العالم بعظيم مكانته ووفرة خيراته، فهو ليس مجرد شهر في التقويم، بل محطة روحانية يتضاعف فيها الأجر، وتُرفع فيها الدرجات، حيث تسمو النفوس وتزداد القلوب قربًا من الله عز وجل من خلال الصيام والعبادة.

يأتي رمضان محمّلًا بالرحمة والمغفرة، يمنح المسلمين فرصة لتجديد العهد مع الله، وتطهير القلوب من الذنوب، عبر الصلاة، والصدقات، وقراءة القرآن، ليكون مدرسة إيمانية تُهذب النفوس وتُرقق القلوب، ورغم أنه واحد من شهور السنة كما قال تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ”، إلا أن له طابعًا مميزًا يجعل قدومه مصدر فرح واستبشار، كما قال الله تعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”.

خطبة جمعة قصيرة عن رمضان 1446

مع اقتراب نهاية شهر شعبان المعظم واستقبال شهر رمضان المبارك، تبادر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة إلى إعداد خطب الجمعة الخاصة بالشهر الفضيل وتزويد الخطباء بها، تسهيلًا عليهم في إيصال رسائل التوعية والإرشاد، كما يحرص العديد من الخطباء على تحضير خطب ودروس دينية بأنفسهم لإلقائها في المساجد، فيما يلجأ البعض الآخر، من طلاب العلم وغيرهم، إلى البحث عبر الإنترنت للاستفادة من خطب الجمعة الرمضانية، وفي هذا السياق، نقدم لكم خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن شهر رمضان لعام 1446-2025 كما في التالي:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أنزل في كتابه الكريم: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ”، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد،

فإن خير الكلام كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ها نحن نودّع أيامًا مضت، ونستقبل موسمًا من أعظم المواسم، حيث أقبل علينا شهر رمضان الكريم، ضيفًا عزيزًا يحمل بين طياته النفحات الربانية والمنح الإلهية، ميدانًا للمنافسة في الطاعات، وساحة لتهذيب النفوس وتزكية القلوب، فهذا الشهر هو موسم التوبة والعودة إلى الله، فيه تتضاعف الأجور، وترفع الدرجات، ويغفر الله لعباده، كما جاء في الحديث الشريف: “كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلَّا الصّوْمَ، فإنَّه لِي، وَأَنَا أَجْزِي بهِ، يَدَعُ شهوتَهُ وطعامَهُ مِن أجلِي ، وللصائمِ فرْحتانِ : فرحةٌ عند فِطرِه ، وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّهِ، ولَخُلُوفُ فمِ الصائمِ ،أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المِسكِ)”.

وقد خص الله هذا الشهر بليلة هي خير من ألف شهر، وأودع فيه البركة والخير، فأبواب الجنة فيه مفتوحة، وأبواب النار مغلقة، كما قال النبي ﷺ: “إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ”.

إن رمضان فرصة عظيمة للإكثار من أعمال البر، ومد يد العون للمحتاجين، وإكرام الفقراء، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما أن هذا الشهر فرصة لصلة الأرحام وتعزيز التآخي، فهنيئًا لمن استقبله بقلبٍ مفعمٍ بالإيمان، وعزمٍ صادقٍ على الطاعة، وعملٍ دؤوبٍ في مرضاة الله.

نسأل الله أن يبلغنا رمضان، ويتقبّل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

شهر رمضان 2025

يحتل شهر رمضان مكانة مميزة في التقويم الهجري، حيث يأتي في الترتيب التاسع بين الشهور القمرية، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وجُعل الصيام فيه فرضًا على كل مسلم بالغ عاقل، وفي هذا الشهر المبارك، يمتنع الصائم عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، إضافةً إلى ضرورة اجتناب كل ما يُفسد الصيام من أقوال وأفعال.

يمثل رمضان موسمًا تفيض فيه البركات، وتتضاعف الحسنات، وتتفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة، حيث تُرفع الدرجات وتُمحى السيئات، مما يجعله فرصة عظيمة للتقرب إلى الله. كما أن هذا الشهر يعزز الجانب الروحي في حياة المسلم، فيقوي صلته بربه، ويعلمه الصبر والانضباط، ويجعله أكثر إحساسًا بمعاناة الفقراء والمحتاجين، مما ينمي لديه روح العطاء والإحسان.

أما المؤمن الحكيم، فهو من يغتنم أيام رمضان ولياليه في الطاعات، ويسعى لزيادة قربه من الله، طلبًا لمرضاته ونيل جزيل الثواب، فيجعل من هذا الشهر نقطة انطلاقة جديدة في مسيرته الإيمانية.