27 مايو 2025, 6:50 صباحاً
أكّد المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطرق عبدالعزيز بن عايض العتيبي؛ في حديثه لـ«سبق»، أن من أبرز الابتكارات العلمية النوعية التي تنفّذها الهيئة لخدمة ضيوف الرحمن هذا العام 1446، مشروع الطرق المطاطية المرنة، وابتكار تبريد الطرق، وهي مشاريع وطنية توسعت فيها الهيئة خلال موسم الحج للعام الثاني على التوالي، لما لها من أثرٍ مباشر في التيسير على الحجاج، خاصة كِبار السن.
وقال العتيبي: "الطرق المطاطية فكرتها تقوم على امتصاص الإجهادات الناتجة من المشي الطويل، خصوصاً لكِبار السن، حيث شهد هذا العام توسعاً بنسبة تزيد على 30% مقارنةً بالعام الماضي، لما أثبتته التجربة من نجاحٍ في تقليل الإصابات المرتبطة بالإجهاد البدني".
وفي جانب آخر من الابتكارات، أوضح "العتيبي"؛ أن فكرة تبريد الطرق جاءت نتيجة تعرُّض شبكة الطرق لأشعة الشمس المباشرة، التي قد ترفع درجة حرارة سطح الطريق إلى نحو 70 درجة مئوية.
ويعمل هذا الابتكار على عكس أشعة الشمس، ما يسهم في خفض درجات الحرارة على سطح الطريق بنحو 12 درجة مئوية، وهو ما يعود بالنفع المباشر على راحة الحجاج وسلامتهم، خاصة عند المشي لمسافات طويلة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن التوسع في هذا الابتكار بلغ أكثر من 80% مقارنةً بالموسم الماضي، مؤكدًا أن جميع هذه الابتكارات هي محلية الصنع، وتم تطويرها في مركز أبحاث الطرق التابع للهيئة العامة للطرق، وهو المركز البحثي الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط المعني بتطوير البنية التحتية وفق معايير علمية مبتكرة ومستدامة.
وتحدث "العتيبي"؛ على هامش المؤتمر الصحفي الحكومي الخاص باستعدادات موسم حج هذا العام، عن التأثير الإيجابي لهذه المبادرات، قائلاً: "حسب الإحصائيات، فإن 38% من الإصابات بين الحجاج تتعلق بالكاحل نتيجة المشي الطويل على أرضيات صلبة، خصوصاً أن أكثر من 53% من ضيوف الرحمن هم من كِبار السن، وبالتالي فإن الطرق المطاطية خفّفت من هذه الإصابات بشكلٍ ملحوظٍ، وهو ما أّكده وزير الصحة العام الماضي".
وأضاف: "هذا الابتكار جاء استجابة لتحدٍ حقيقي، وتمّ تحويله إلى فرصة نوعية، إذ إن الطرق المطاطية ناتجة من إعادة تدوير أكثر من 20 مليون إطار مهدر؛ ما يمثل خطوة مهمة في الحفاظ على البيئة، وخدمة ضيوف الرحمن، وتعزيز مفاهيم الاستدامة الوطنية".
واختتم حديثه لـ «سبق»، قائلاً: "نحن ماضون في التوسع بهذه المشاريع عاماً بعد عام، مستفيدين من التجارب السابقة، حتى ينعم ضيوف الرحمن برحلة إيمانية آمنة وسلسة على طرق مرنة وباردة بإذن الله".
وكان معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر؛ خلال استعراضه في المؤتمر الصحفي الحكومي، أمس الاثنين ، قد أوضح أبرز استعدادات المنظومة لموسم حج 1446هـ، التي تبدأ من غرة ذي القعدة حتى مغادرة آخر حاج في منتصف شهر ذي الحجة، وتطرق إلى أن منظومة النقل والخدمات اللوجستية وسّعت نطاق مبادرة الأسفلت المطاطي المرن لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدّسة، بحيث تمتد من محطة قطار المشاعر في مزدلفة حتى عرفة؛ لربط المشاعر من خلال توظيف تقنيات هندسة الطرق، بما يوفّر الراحة لمستخدمي الطرق، وامتصاص الإجهادات، وتوفير طرق مريحة في أثناء المشي، مما يؤدي إلى تحسين الصحة العامة لضيوف الرحمن.
وأشار إلى أنه تمّ كذلك توسيع نطاق خدمات تقنيات تبريد الطرق بنسبة (82%) مقارنة بالعام الماضي، مع التركيز على المناطق المحيطة بمسجد نمرة، مما يقلل درجة حرارة سطح الطرق بنحو (12) درجة مئوية، ويُسهم في تأمين بيئة تنقل أكثر راحة وسلامة للحجاج في المشاعر المقدّسة.
0 تعليق