استقر الين الياباني، الأربعاء، في وقت أبقت فيه اضطرابات أسواق السندات الأضواء مسلطة على المتانة المالية للاقتصادات الكبرى، في حين صعد الدولار بفضل بيانات اقتصادية متفائلة ومؤشرات على تراجع التوتر التجاري.
وقلص الين خسائره ليتداول مستقراً عند 144.445 للدولار بعد انخفاضه بواحد في المئة أمس الثلاثاء في أعقاب تقارير أفادت بأن اليابان ستدرس تقليص إصدار السندات طويلة الأجل للغاية بعد الارتفاع الحاد في العوائد في الأسابيع القليلة الماضية.
وظل التركيز منصباً على سوق السندات اليابانية، وهبط الطلب في مزاد للسندات اليابانية الأطول أجلاً الأربعاء إلى أدنى مستوى منذ يوليو/تموز.
وكانت عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 40 عاماً قد سجلت مستوى قياسياً مرتفعاً الأسبوع الماضي بعدما أدت المخاوف إزاء عبء الديون في اليابان وأسواق الدول المتقدمة الأخرى مثل الولايات المتحدة إلى عمليات بيع للسندات الأطول أجلاً في جميع أنحاء العالم.
وارتفعت العوائد على السندات الحكومية اليابانية وكذلك عوائد سندات الخزانة الأمريكية، الأربعاء، إلا أن رد فعل السوق ظل فاتراً إلى حد ما.
وقال مايكل وان، كبير محللي العملات لدى مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جي المالية: «مزاد السندات اليابانية أضعف قليلاً من المتوقع... ما يظهره هذا هو أن هناك الكثير من التركيز على مسار الديون والعجز عالمياً».
وزاد الين بنحو 9% منذ بداية العام بسبب ضعف الدولار والتدفقات على الملاذ الآمن مع عزوف المستثمرين عن الأصول الأمريكية جراء السياسات التجارية المتقلبة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب والتي أثارت قلقاً في الأسواق.
المخاوف المالية
وتأتي المخاوف المالية في مقدمة اهتمامات المستثمرين بعد تخفيض وكالة موديز هذا الشهر للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة بسبب ارتفاع عبء الديون إلى جانب الإقبال الضعيف على مزاد لسندات وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي والذي رفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عاماً فوق 5%.
وتراجع اليورو 0.2% إلى 1.1306 دولار بعد انخفاضه 0.5% في الجلسة السابقة بعدما ألقى الإقبال على شراء الدولار بظلاله على الأسواق وسط مؤشرات على احتمال إبرام اتفاقيات تجارية فضلاً عن بيانات تظهر أن ثقة المستهلك الأمريكي في مايو/أيار أفضل بكثير مما كان متوقعاً.
وتلقى الدولار دعماً من قرار ترامب مطلع الأسبوع تأجيل فرض رسوم جمركية أعلى على الاتحاد الأوروبي.
وقال مصدران مطلعان لرويترز إن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي طلبوا من كبرى الشركات والرؤساء التنفيذيين في التكتل تفاصيل خططهم الاستثمارية في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تستعد فيه بروكسل للمضي قدماً في محادثات تجارية مع واشنطن.
الجنيه الاسترليني
وسجل الجنيه الاسترليني 1.34885 دولار، لكنه ظل قريباً من أعلى مستوى في ثلاث سنوات الذي لامسه يوم الاثنين. وأثرت المخاوف بشأن الموارد المالية البريطانية المنهكة في إقبال المستثمرين على ديون البلاد.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات منافسة، 0.25% إلى 99.776، لكنه هبط 8% منذ بداية العام متأثراً ببحث المستثمرين عن بدائل للأصول الأمريكية.
وسيترقب المستثمرون تقرير الإنفاق الاستهلاكي الشخصي لشهر إبريل/نيسان، وهو مقياس التضخم المفضل لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، المقرر صدوره يوم الجمعة والذي قد يساعد على قياس تأثير سياسات ترامب التجارية.
ووصل الدولار الأسترالي إلى 0.6436 دولار أمريكي بعد أن أظهرت بيانات ثبات معدل تضخم أسعار المستهلكين في إبريل/نيسان، مما يبقي الآمال في المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة. وخفض بنك الاحتياطي الأسترالي الأسبوع الماضي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس.
وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.29% إلى 0.5966 دولار بعد أن أشار البنك المركزي النيوزيلندي إلى أنه قد يكون أقرب إلى نهاية التيسير النقدي مقارنة بما كان يأمله البعض. وخفض البنك أسعار الفائدة 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً.
(رويترز)
0 تعليق