طريق الهجرة.. من مسار النبوة إلى شريان حديث يخدم ضيوف الرحمن - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

29 مايو 2025, 5:01 مساءً

يُعد طريق الهجرة من أبرز الطرق الحيوية التي تخدم ضيوف الرحمن والزائرين، إذ يربط مكة المكرمة بجدة والمدينة المنورة، وقد سُمّي تيمّنًا برحلة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة، وهو من أقدس المسارات التاريخية الإسلامية، حيث سلكه في هجرته وحجة الوداع. وظل هذا الطريق ممرًا للحجاج قرونًا طويلة حتى تحوّل إلى طريق سريع عصري يخدم ملايين المسلمين سنويًا.

ويمتد الطريق السريع بطول يقارب 420 كيلومترًا، مرورًا بجدة والجموم ووادي الفرع، ويضم مراكز استراحة، ومحطات وقود، ومناطق تجارية وصحية، مما يسهل رحلة الحجاج بين الحرمين، ويُقلص المسافات، ويُيسر الوصول إلى بيت الله الحرام أو المسجد النبوي.

وأشار المؤرخون إلى أن الطريق كان مسارًا تقليديًا للحجاج بين الحرمين الشريفين، عبر محطات مرّ بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، من أبرزها: ذو الحليفة (ميقات المدينة، والمعروفة اليوم بأبيار علي)، وملل (بئار الصفا)، والسيالة، والروحاء، والأبواء التي تضم قبر آمنة بنت وهب، والجُحفة (ميقات أهل الشام والمغرب)، وقُديد، وعسفان، ومرّ الظهران، وسَرِف، وذي طُوَى (حي جرول حاليًا)، حتى دخل مكة من أعلاها صباح السادس من ذي الحجة. وقد كانت هذه المحطات تُستخدم لراحة الحجاج وتزودهم بالماء والزاد، وتؤدي دورًا مهمًا في إرشادهم وتأمينهم.

ويُشكّل الطريق امتدادًا ملموسًا للمسار النبوي، يستحضر خطى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويستعيد مشاهد الهجرة المباركة. وقد بدأ العمل على إنشائه عام 1370هـ (1950م)، إلا أنه تعرض لسيول دمّرت أجزاء منه عام 1381هـ، فقامت وزارة المواصلات بإصلاحه وإنشاء جسور، ليكتمل عام 1382هـ (1962م)، ويُصبح شريانًا حيويًا لنقل الحجاج والبضائع بين مكة والمدينة وجدة.

تجدر الإشارة إلى أن قطاع الطرق يُعد من القطاعات الحيوية الممكنة لقطاع الحج والعمرة، وتُشرف الهيئة العامة للطرق على تنظيم هذا القطاع ووضع السياسات والتشريعات الخاصة به، في إطار تحقيق مستهدفات إستراتيجية قطاع الطرق، والتي تركز على السلامة، وجودة البنية التحتية، والكثافة المرورية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق