لماذا يتجدد جسدك أحيانًا ويفشل في التعافي أوقاتًا أخرى؟!.. اكتشف أسرار 30 تريليون خلية تعمل في صمت - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

31 مايو 2025, 4:02 مساءً

يجدد جسم الإنسان نفسه بشكل دائم، عبر عملية مذهلة لا نشعر بها لكنها تحدث باستمرار، حيث تعمل أكثر من 30 تريليون خلية على صيانة الأعضاء وتجديد الأنسجة للحفاظ على الصحة. ويقدّر العلماء أن أجسام الرجال تحتوي في المتوسط على 36 تريليون خلية، بينما تمتلك النساء نحو 30 تريليون خلية، تُستبدل ملايين منها يوميًا ضمن دورة دائمة من الحياة والتجدد.

وتتجدد خلايا الدم الحمراء كل 120 يومًا، بينما تتغير خلايا البشرة كل 4 أسابيع. وفي الجهاز الهضمي، تتبدل الخلايا خلال أقل من أسبوع، أما العظام فيُعاد تشكيلها كل عشر سنوات تقريبًا، ويجدد الكبد خلاياه خلال 150 إلى 500 يوم، ويمكنه بدء التعافي سريعًا عند التوقف عن شرب الكحول.

لكن كيف يعرف الجسم متى يبدأ عملية التجدد؟

يوضح البروفيسور سوميت بال سينغ، رئيس مختبر سينغ في المعهد الهندي للتكنولوجيا، أن الجسم لا يتجدد عشوائيًا، بل يستجيب لإشارات مثل الالتهاب أو تلف الخلايا. حينها، يختار أحد مسارين : إما التجدد بخلايا جديدة وإما التندب بنسيج غير وظيفي. ويُعد سينغ أن التندب يعيق الشفاء لأنه يملأ المكان دون القيام بوظائف الخلايا الأصلية، ما يؤثر سلبًا على التواصل الخلوي.

ويفسر العلماء أن قدرة الأنسجة على التجدد تختلف من عضو لآخر، فبينما يتميز الجلد والكبد بقدرات مذهلة على التجدد، يعاني القلب والجهاز العصبي بسبب ضعف في استعادة وظائفه، ويميل إلى تكوين ندوب. وتُعزى هذه الفروق إلى توازن تطوري بين السرعة في الترميم والحفاظ على الوظائف الحيوية.

كما أن العوامل البيئية تؤثر بعمق على قدرة الجسم على التجدد. فالكحول المزمن يضعف الكبد، والعوامل الوراثية والعمر ونمط الحياة تؤثر على فعاليّة عملية الإصلاح. ويتعافى الشباب أسرع من كبار السن، وتُعزز بعض الجينات الشفاء، بينما تؤدي الأمراض المزمنة مثل السكري والطفرات الجينية وسوء التغذية والتلوث والضغط النفسي إلى تثبيط قدرة الجسم على تجديد نفسه.

ويؤكد سينغ أن النوم الكافي والتغذية الجيدة والمزاج الإيجابي تدعم تجدد الأنسجة، وأن الرياضة لا تفيد العضلات فقط بل تساعد أيضًا على تجدد الكبد والدماغ. وتشير دراسات نقلتها منصة Interesting Engineering إلى أن تقييد السعرات الحرارية قد يُطيل العمر ويقلل من الضغوط الأيضية على الجسم.

وتلعب الخلايا المناعية دورًا محوريًا في مراقبة الأنسجة، ويعمل العلماء على إعادة برمجة هذه الخلايا لتتعرف على الخلل مبكرًا وتصلحه قبل تفاقمه.

لكن، لماذا تفشل هذه المنظومة أحيانًا في منع الأمراض المزمنة؟

يرى سينغ أن ذلك يعود إلى خلل في التوازن بين الضرر وسرعة التجدد. فعندما يتجاوز التلف قدرة الجسم على الإصلاح، تتشكل ندوب بدلاً من خلايا جديدة، مما يؤدي إلى ضعف مزمن. كما أن قِصر التيلوميرات وتراكم الطفرات واستنزاف الخلايا الجذعية بمرور الوقت، تضعف هذه القدرة بشكل تدريجي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق