شهدت الحرب في أوكرانيا، التي دخلت عامها الثالث، تطوراً نوعياً غير مسبوق اليوم (الأحد)، بشن أوكرانيا هجوماً واسع النطاق بطائرات مسيرة استهدف عمق الأراضي الروسية، مدمراً أكثر من 40 طائرة حربية روسية، وفقاً لمسؤول أمني أوكراني تحدث إلى "أسوشيتدبرس"، وهذه الضربة الإستراتيجية التي استغرقت أكثر من عام ونصف للتحضير لها وأشرف عليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصياً، تأتي في وقت حرج، حيث قصفت روسيا أوكرانيا بصواريخ وطائرات مسيرة مكثفة قبيل انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام المباشرة بين الطرفين في إسطنبول، ما يرفع من حدة التوتر ويطرح تساؤلات حول مستقبل المفاوضات.

وكشف المسؤول الأمني الأوكراني، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لدواعي أمنية، أن الهجوم تم تنفيذه ببراعة لوجستية، فقد تم نقل الطائرات المسيرة في حاويات داخل شاحنات إلى عمق الأراضي الروسية، متجاوزة الدفاعات الروسية، واستهدفت هذه الطائرات، التي يُعتقد أنها من نوع "قاذفات"، 41 طائرة متوقفة في عدة قواعد جوية روسية بعد ظهر اليوم.

وشملت الأهداف قاعدة بيلايا الجوية في منطقة إيركوتسك الروسية، التي تبعد أكثر من 4000 كيلومتر (2500 ميل) عن أوكرانيا، في ما يمثل أول ظهور لطائرة مسيرة أوكرانية في هذه المنطقة النائية، وأكد حاكم إيركوتسك المحلي إيغور كوبزيف، الخبر في بيان، مشيراً إلى أن الطائرة المسيرة أُطلقت من شاحنة، كما أفاد مسؤولون روس في منطقتي ريازان ومورمانسك بنشاط طائرات مسيرة مماثل بعد ظهر اليوم، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الأضرار أو الأهداف، مما يعكس مدى اتساع نطاق الهجوم وتأثيره.

وتزامن هذا الهجوم مع إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وفداً أوكرانياً سيتوجه إلى إسطنبول غداً، للمشاركة في جولة جديدة من محادثات السلام المباشرة مع روسيا، وهذا التوقيت يلفت الانتباه إلى الرسالة التي تحاول كييف إيصالها قبل الدخول في مفاوضات حساسة، مؤكدة على قدرتها على الضرب في عمق الأراضي الروسية.

وأكد زيلينسكي في بيان على منصة تيليغرام أن وزير الدفاع روستم أوميروف سيقود الوفد الأوكراني، مؤكداً على أن بلاده "تفعل كل شيء لحماية استقلالها ودولتها وشعبها"، وهذا التأكيد يأتي في ظل دعوات سابقة من مسؤولين أوكرانيين للكرملين بتقديم مذكرة توضح موقفهم من إنهاء الحرب قبل الاجتماع، وهو ما كانت موسكو قد وعدت بمشاركته خلال المحادثات نفسها، مما يضع أرضية معقدة للمفاوضات المقبلة.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الجيش الأوكراني أن ما لا يقل عن 12 من أفراد الخدمة الأوكرانيين قتلوا وأصيب أكثر من 60 آخرين في ضربة صاروخية روسية استهدفت وحدة تدريب عسكرية، ووقعت هذه الضربة عند الساعة 12:50 ظهراً، وأكد البيان أنه لم تكن هناك تشكيلات عسكرية أو تجمعات حاشدة للأفراد في ذلك الوقت، مما يثير تساؤلات حول دقة الاستهداف الروسي أو ضعف الإجراءات الوقائية الأوكرانية.