01 يونيو 2025, 3:25 مساءً
قال الدكتور فهيد بن سالم العجمي، عضو هيئة الصحفيين السعوديين وأستاذ الإعلام الرقمي: ما نشهده اليوم من تجهيزات واستعدادات في المشاعر المقدسة لا يُعدّ مجرد تنظيم موسمي لأداء شعيرة دينية، بل هو تعبير حقيقي عن قدرة الدولة السعودية على إدارة أعقد الحشود البشرية في العالم بكفاءة استثنائية وروح خدمية تستمد منهجها من شرف خدمة ضيوف الرحمن.
ففي كل عام، تتكامل الجهود وتتحد الإمكانيات بين مختلف القطاعات الأمنية والصحية والخدمية والتقنية، ضمن منظومة دقيقة ومترابطة، تقف خلفها توجيهات القيادة الرشيدة - حفظها الله - ومتابعة شخصية ومباشرة من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي يحرص على أن يكون كل تفصيل في هذا الموسم محاطًا بالعناية والرعاية، انطلاقًا من أن خدمة الحجاج ليست مجرد واجب، بل شرف ومسؤولية دينية ووطنية وتاريخية.
وقد أثمر هذا النهج في تحقيق قفزات نوعية في جودة الخدمات عامًا بعد عام، حيث لا يمر موسم إلا ونشهد خلاله تطويرات جديدة وتقنيات متقدمة تُسخّر لخدمة الحاج، بدءًا من إصدار التصاريح الإلكترونية، ومرورًا بإدارة الحشود بالذكاء الاصطناعي، وانتهاءً بتوسيع شبكات النقل والمرافق الصحية واللوجستية.
ليس هذا فحسب، بل أصبح الوصول إلى الحرم، والانتقال بين المشاعر، وإتمام المناسك يتم بيسر وسهولة منقطعة النظير. وهذا ما يدركه كل من نال شرف الحج، حيث يلمس بنفسه كيف تحوّل موسم الحج من تجربة مرهقة إلى رحلة إيمانية مريحة، تحت مظلة الأمن والكرامة والرعاية.
هذه هي المملكة العربية السعودية، التي لا تُثبت كفاءتها بالأقوال، بل بالأفعال، وتحوّل رؤيتها إلى واقع ملموس يعيشه الملايين. إنها الدولة التي اختارها الله لخدمة بيته الحرام، وأهلها لهذه الرسالة العظيمة، فحملتها بإخلاص وجدارة في كل زمان، ويتجدد هذا الشرف اليوم في عهد القيادة الحكيمة التي جعلت من خدمة الحجاج مشروعًا وطنيًا وإنسانيًا لا يعرف التراجع.
وفي الختام، تبقى المشاعر المقدسة مرآة صادقة تُظهر عظمة ما تقوم به المملكة من جهود عظيمة، وتُثبت للعالم أجمع أن السعودية، بقيادتها وشعبها، باقية على عهدها: خدمة الحرمين شرف ومسؤولية... لا نرضى لها إلا القمة.
0 تعليق