21 أبريل 2025, 11:35 صباحاً
في صباح اليوم (الاثنين)، أعلن الفاتيكان عن وفاة البابا فرنسيس في مقره بالفاتيكان عن عمر يناهز 88 عامًا، ويمثل رحيل البابا فقدانًا لشخصية دينية بارزة وزعيم عالمي مؤثر، كرس حبريته لتعزيز السلام والعدالة والتواصل بين الأديان، مما جعله محط أنظار وتقدير من قادة وسياسيين حول العالم، وأثار موجة من التعازي والتعليقات التي عكست حجم الفراغ الذي يتركه رحيله وتنوع الإرث الذي خلفه.
تنكيس الأعلام
وعلى الفور، خيّم الحزن على مدينة روما والفاتيكان، ونُكست الأعلام في إيطاليا ذات الغالبية الكاثوليكية حدادًا، وتجمع المؤمنون والسياح في ساحة القديس بطرس بينما دقت أجراس الكاتدرائية الكبرى حزنًا. وصفت التعبيرات الأولية من الزوار والمقيمين الحدث بأنه خسارة للكنيسة والعالم، معبرين عن تقديرهم لجهوده من أجل السلام والخير، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".
وتوالت ردود الفعل من القادة السياسيين حول العالم، مسلطة الضوء على الأبعاد السياسية والدبلوماسية لشخصيته، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البابا فرنسيس بأنه "مدافع ثابت عن القيم العليا للإنسانية والعدالة"، مشيدًا بدوره في تشجيع الحوار بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية والتفاعل بين روسيا والكرسي الرسولي. من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تحزن لفقدان زعيم "عرف كيف يمنح الأمل... وصلى من أجل السلام في أوكرانيا"، واصفًا ذكراه بـ"الخالدة".
وأشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني بـ"الراعي العظيم" الذي حظيت بصداقته ونصائحه، مؤكدة أن "تعليمه وإرثه لن يضيعا"، كما وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر البابا بأنه "زعيم شجاع" و"بابا الفقراء" الذي تواصل مع الناس من جميع المعتقدات، مشيرًا إلى تواضعه العميق كمصدر لقيادته.
إرث التسامح
وأبرزت العديد من التعازي دوره في تعزيز الحوار والتسامح. وصف رئيس أساقفة مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة إرثه بأنه تواصل مع المهمشين، كما أشار رئيس كنيسة إنجلترا بالإنابة إلى براعته في تحسين العلاقات بين أديان العالم. من روما.
كما امتدت أصداء إرثه إلى مناطق أخرى، حيث وصف الأسقف باولو مارتينيلي البابا بأنه يُذكر بامتنان لزيارته التاريخية إلى أبو ظبي في عام 2019، التي كانت حدثًا مهمًا في العلاقات بين الأديان، كما نعاه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بصفته زعيمًا ترك إرثًا من التواضع والوحدة بين الأديان.
مرحلة انتقالية
وعلى الصعيد المؤسسي، بدأ الفاتيكان على الفور في التحضير للمراسم التقليدية التي تتبع وفاة الحبر الأعظم. من المتوقع نقل الجثمان إلى مكان إقامته السابق ليقوم مسؤولو الفاتيكان بإلقاء النظرة الأخيرة قبل نقله إلى كاتدرائية القديس بطرس للجمهور. وسيبدأ الكاردينال كاميرلينغو مهامه في إدارة الكرسي الرسولي خلال فترة الشغور، والتي ستتبعها جنازة رسمية ثم مجمع انتخابي "كونكلاف" لاختيار البابا الجديد، وهي عملية تحمل أهمية سياسية داخلية كبيرة للكنيسة.
والتقى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، البابا قبل وفاته بيوم واحد، مما يبرز استمرار تفاعله الدبلوماسي حتى أيامه الأخيرة.
ويختتم البابا فرنسيس مسيرة حافلة بالحراك الديني والدبلوماسي، تاركًا وراءه إرثًا معقدًا ومتنوعًا يعكس تفانيه في خدمة المهمشين والسعي نحو عالم أكثر سلامًا وتسامحًا. ويبقى السؤال حول مدى تأثير رحيله على مسار الكنيسة الكاثوليكية ودور الكرسي الرسولي على الساحة الدولية في تناول القضايا العالمية الملحة التي كان البابا صوته البارز فيها؟
0 تعليق