في الأمن السيبراني… لا تنس العناية بالدجاجة التي تبيض ذهبًا

قام خبير الأمن السيبراني إبراهيم بوحيمد بنشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي إكس بعنوان 'في الأمن السيبراني… لا تنس العناية بالدجاجة التي تبيض ذهبًا' دعونا نتعرف على التفاصيل في السطور التالية على موقعكم المفضل صحيفة السعودي اليوم.

في الأمن السيبراني… لا تنس العناية بالدجاجة التي تبيض ذهبًا

في كتاب العادات السبع للناس الأكثر فاعلية، قدّم ستيفن كوفي مفهومًا بالغ الأهمية لإدارة الأداء والنجاح طويل الأمد، وهو ما يُعرف بمعادلة:

أ / ق / أق

حيث:

أ = الإنتاج

ق = القدرة الإنتاجية (الأصل)

أق = التوازن بينهما

غالبًا ما نقيس النجاح في بيئات العمل بالنتائج السريعة: عدد الثغرات التي اكتُشفت، تقارير الامتثال التي أُنجزت، أو سرعة الاستجابة للهجمات. هذه كلها تمثل الإنتاج (أ). لكن السؤال الأهم هو:

ما مدى صيانة “الأصل” الذي أوصلنا لهذه النتائج؟

أولًا: من منظور المؤسسة – تأمين الأصل المؤسسي

في بيئات الأمن السيبراني، كثير من الفرق تركّز على العمل التشغيلي اللحظي دون العناية بالبنية التي تُمكنها من الاستمرار:

•تُنفذ اختبارات اختراق، لكن لا يتم تطوير الفريق نفسه.

•تُجمع التنبيهات، دون تحليل مدى كفاءة نظام الـ SIEM.

•يتم تركيب أدوات GRC أو إدارة الثغرات، دون تهيئة بيئة تُحسن استخدامها فعليًا.

كل هذه مخرجات مهمة (أ)، لكنها تنهار إذا لم نُحافظ على القدرة التي تنتجها (ق).

مثال:

جهة تنفذ تمرين Red Team متكامل. الفريق يتعامل معه كأولوية، لكن دون تحليل بعدي، دون تدريب لاحق، دون تحسين في الإجراءات. النتيجة؟ مخرجات لحظية دون بناء حقيقي.

التوازن (أق) لا يتحقق إلا عندما نستثمر في تطوير الكفاءات، صيانة الأدوات، مراجعة السياسات، وتحسين بيئة العمل نفسها.

ثانيًا: من منظور شخصي – أنت الأصل

هذا المفهوم لا يخص المؤسسات فقط، بل ينطبق عليك كموظف تقني أو مختص أمن سيبراني.

أنت تُنتج يوميًا:

•تقارير.

•استجابات لحوادث.

•تحليلات ومهام.

لكن: هل تُحافظ على “ق” – قدرتك الإنتاجية؟

•هل تنام وتستريح جيدًا؟

•هل تطوّر نفسك تقنيًا باستمرار؟

•هل تحلل أخطاءك؟

•هل توازن بين الضغط المهني ونموك الذاتي؟

إرهاق نفسك لتحقيق الإنتاج فقط هو استنزاف لمورد لا يُعوّض: أنت.

خلاصة المقال:

في عالم الأمن السيبراني المتسارع، قد تنجذب إلى النتائج اللحظية… لكن القوة الحقيقية تكمن في حماية الأصل:

•إن كنت قائدًا: استثمر في فريقك لا في الأداة فقط.

•وإن كنت مختصًا: لا تجعل إنجازك يسرق منك وقت التعلم.

فكل إنتاج عظيم يبدأ من قدرة متجددة. وكل قدرة متجددة تحتاج إلى صيانة.