مع بدء توافد الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، كثّفت وزارة الصحة جهودها للارتقاء بمستوى الوقاية الصحية، من خلال حملات توعوية ومبادرات ميدانية تهدف إلى التصدي للمخاطر الصحية، خصوصًا ما يتعلق بالإجهاد الحراري الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، بما يعكس التزام المملكة بمستهدفات رؤية 2030 وبرنامج "تحوّل القطاع الصحي" و"خدمة ضيوف الرحمن".

وأكدت الوزارة أن الوقاية من الإجهاد الحراري تُعد أولوية في خطتها الصحية لموسم الحج، مشيرة إلى أهمية اتباع الحجاج للإجراءات الوقائية، كاستخدام المظلات أثناء التنقل، وشرب المياه بانتظام حتى دون الشعور بالعطش، وارتداء الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة، وذلك لتقليل امتصاص حرارة الشمس وتخفيف الأعباء البدنية.

وأوضحت أن من أبرز أعراض الإجهاد الحراري الصداع، والدوخة، والتعرق الشديد، والعطش المفرط، والغثيان، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير سريعة عند ملاحظة أي من هذه الأعراض، من خلال الانتقال إلى مكان مظلل، وتبريد الجسم بالماء، والإكثار من شرب السوائل للحد من المضاعفات الصحية.

وحذّرت الوزارة من التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، داعية إلى استخدام المظلات خلال هذه الفترة، وتجنّب المشي على الأسطح الساخنة أو تسلّق الجبال في يوم عرفة، لما لذلك من تأثير مباشر في زيادة احتمالات الإصابة بالإجهاد الحراري نتيجة الجهد البدني الزائد.

وبيّنت وزارة الصحة أن منظومتها الصحية الميدانية في المشاعر المقدسة جاهزة للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري عبر أكثر من 34 وحدة صحية متنقلة مجهّزة بأسرّة خاصة لتقديم الرعاية الطبية العاجلة، بما يعزز من سرعة الاستجابة ويحافظ على سلامة الحجاج.

وفي إطار جهودها التوعوية، أطلقت "الصحة" الحقيبة الصحية الإرشادية الخاصة بموسم الحج، والتي تتضمن مجموعة متكاملة من الإرشادات الوقائية، متاحة بثماني لغات لتصل إلى جميع الحجاج وتساعدهم في تعزيز سلوكياتهم الصحية خلال أداء المناسك.

وتواصل وزارة الصحة تقديم خدمات صحية ووقائية متكاملة عبر شبكة ميدانية حديثة تضم وحدات مجهزة وكوادر طبية مؤهلة، تساندها جهود توعوية مستمرة، لضمان تمكين الحجاج من أداء مناسكهم في بيئة صحية وآمنة تعزز الراحة والطمأنينة طيلة فترة الحج.