04 يونيو 2025, 6:26 مساءً
مرةً بعد مرة، تُثبت المملكة العربية السعودية أن خدمتها لضيوف الرحمن لا تُفرق بين حاج وآخر، بل تضع الجميع في دائرة الاهتمام، لا سيما ذوي الإعاقة، الذين يحظون برعاية استثنائية تُمكّنهم من أداء مناسك الحج بكل راحة وسهولة، في مشهد يبعث على الإعجاب ويُجسد معاني الرحمة والمساواة.
وفي موسم حج 1446هـ (2025)، رصدت “سبق” حزمة واسعة من الخدمات الذكية والميدانية المقدمة للحجاج من ذوي الإعاقة، والتي تواكب التقدم التقني والرؤية الإنسانية للمملكة، بدءًا من التطبيقات الرقمية وانتهاءً بالمصليات والمنحدرات ودورات المياه المُخصصة.
وفي المسجد النبوي، خصصت وكالة العناية بشؤون المسجد النبوي غرفة متكاملة للصم والبكم في السطح الغربي، تتسع لـ100 حاج، وتوفر لهم إمكانية متابعة خطب الجمعة بلغة الإشارة، إضافة إلى مصاعد كهربائية مخصصة تسهّل الوصول للسطح دون عناء.
وأطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مجموعة من المنصات الرقمية الذكية، تقدم:
- ترجمة فورية بلغة الإشارة
- دعمًا بصريًا لضعاف وفاقدي البصر
- خاصية تحديد المواقع المهيأة لهم
- خدمات تدخل فوري للحالات الطارئة
وفي ساحات المسجد النبوي، تم توفير أكثر من 2500 عربة مجانية، تُسلم عبر مكتب إدارة الأبواب، إلى جانب تخصيص مواقف سيارات لذوي الإعاقة، وإنشاء منحدرات عند المداخل لتسهيل حركة الكراسي والعربات.
ولم تغفل المرافق عن احتياجات هذه الفئة، إذ تم تجهيز دورات مياه مخصصة لذوي الإعاقة من الرجال والنساء، مع أرفف خاصة في القسم النسائي لتسهيل عناية الأمهات بأطفالهن.
وفي خطوة نوعية، أُطلقت تطبيقات صوتية ترشد الحجاج إلى وجهاتهم، وتعرض أماكن الزحام والخدمات الصحية، باستخدام خرائط تفاعلية مصممة خصيصًا لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي المسجد الحرام، تم تخصيص مصليات مزودة بوسائل مساعدة لذوي الإعاقة، يتم تعقيمها باستمرار، إلى جانب تهيئة 8 أبواب بمنحدرات خاصة، ووضع علامات بلغة “برايل”، وتجهيز جسور تنقل مثل أجياد والشبيكة والمروة لتسهيل الحركة.
وهذه الجهود تأتي ضمن التزام المملكة برؤية 2030، التي تُعلي من قيم التمكين الشامل والعدالة الإنسانية، لتثبت للعالم أن خدمة الحاج تبدأ من الإنسان، لا من حالته الجسدية.
0 تعليق