أكد منتدى تمكين المجتمعات الرقمية في دبي توجهات دولة الإمارات، وسعيها لتكون في طليعة الدول في مجالات الذكاء الاصطناعي والاستدامة والتحول الرقمي، من خلال تشجيع الأفكار الخلّاقة وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات، لتحقيق مجتمع رقمي شامل، مبتكر ومستعد للمستقبل.
واستعرض المشاركون، خلال المنتدى الذي نظمته هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (تدرا) تحت شعار «تسخير الذكاء الاصطناعي والابتكار من أجل مستقبل رقمي شامل»، سبل التعاون وتبادل المعرفة حول مستقبل الابتكار الرقمي، بمشاركة نخبة من أصحاب الرؤى وصناع السياسات والمبتكرين، وناقش المشاركون سبل إسهام الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في بناء مجتمع أكثر شمولاً واستدامة في دولة الإمارات.
وقال المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام الهيئة لـ«الخليج» على هامش المنتدى: «إن دولة الإمارات تخطو بثبات نحو ريادة المستقبل الرقمي على المستوى العالمي، وإنها تؤمن بأن التحول الرقمي ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة لتمكين الإنسان وتحسين جودة الحياة، ومن هنا يأتي التركيز على بناء بيئة رقمية آمنة ومتكاملة، تقوم على الشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص».
وأضاف أن المنتدى استعرض مبادرات ملموسة مثل هاكاثون الإمارات والتجارب الناجحة في مجالات ريادة الأعمال والابتكار الحكومي، مع التركيز على الشباب باعتبارهم القوة المحركة للمستقبل، كما ناقشنا أهمية تطوير نماذج حوكمة ذكية تعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتتبنى المرونة والشفافية في تقديم الخدمات.
وأوضح المسمار في الكلمة الافتتاحية للمنتدى: «أن المنتدى يمثل محطة استراتيجية مهمة نحو مستقبل مستدام تقوده المعرفة ويُغذّيه الابتكار. نُجسّد رؤية قيادتنا الرشيدة، التي تؤمن بأن الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة وتمكين الإنسان، هو السبيل لتحقيق التفوق الوطني والريادة العالمية، عبر حلول ذكية ترسّخ مبادئ الشمول الرقمي، وتُحدث نقلة نوعية في منظومة الخدمات الحكومية».
وأضاف: «أن التحول الرقمي لم يعد خياراً بل ضرورة، وهو جوهر تطلعاتنا نحو بناء اقتصاد رقمي متنوع، ومجتمعات مترابطة وآمنة، تُدار بذكاء، وتخدم الإنسان أولاً وأخيراً».
وناقش المنتدى التحولات المجتمعية العميقة التي تقودها التكنولوجيا الحديثة، حيث تم تسليط الضوء على كيف يمكن للابتكار أن يُعيد تعريف مفهوم المجتمع، ويُحدث نقلة نوعية في الخدمات العامة.
وتطرقت النقاشات إلى أهمية الخدمات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في تعزيز الشمول الرقمي وتيسير الوصول إلى الخدمات الحيوية، عبر تعاون وثيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع.
وتناول المنتدى أهمية التفكير الطموح وتبني نماذج مبتكرة لبناء مجتمعات قادرة على مواكبة التحولات المستقبلية، وناقش المتحدثون الإمكانات المتنامية لتقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات والأتمتة في تطوير نماذج حوكمة أكثر كفاءة ومرونة، تسهم في تحسين الأداء الحكومي وتعزيز سرعة الاستجابة لمتطلبات المجتمع.
وشهد المنتدى حلقة نقاشية بعنوان «بناء مجتمع رقمي مزدهر قائم على الذكاء الاصطناعي: تمكين رواد الأعمال لدفع نمو المجتمع والابتكار»، تم خلالها استعراض عدد من التجارب والمبادرات الريادية، التي تسهم في تحفيز بيئة الابتكار في الدولة، من خلال دعم ريادة الأعمال وتكامل الجهود بين مختلف القطاعات.
واختُتمت فعاليات المنتدى بتكريم الشركاء الاستراتيجيين للنسخة الثامنة من هاكاثون الإمارات، تقديراً لدورهم في دعم هذه المبادرة الوطنية، التي تدعم مسيرة التحول الرقمي في دولة الإمارات، إلى جانب حفل توزيع جوائز هاكاثون الإمارات 2025.