مشعر مزدلفة.. محطة روحانية وتنظيمية تتكامل فيها السكينة الإيمانية مع التطوير الشامل لخدمة ضيوف الرحمن - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

05 يونيو 2025, 4:35 مساءً

يُعد مشعر مزدلفة أحد أبرز محطات رحلة الحج، حيث يزدلف إليه ضيوف الرحمن بعد الوقوف بعرفة، ليقضوا ليلتهم في أجواء يملؤها الذكر والخشوع، تأسّيًا بهدي النبي محمد ﷺ، واستكمالًا لمناسك الركن الخامس من أركان الإسلام.

ويقع مشعر مزدلفة بين عرفات ومنى، ويبعد نحو 8 كلم عن المسجد الحرام، بمساحة تتجاوز 11.68 مليون متر مربع، ويتسع لأكثر من مليوني حاج. وهو من المشاعر المفتوحة التي لا تُقام فيها مبانٍ دائمة، حفاظًا على طبيعة الموقع الشرعية والتنظيمية.

ويمثل هذا المشعر موضعًا مركزيًا في النسك، حيث ورد فيه قوله تعالى: ﴿فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام﴾. ويُستحب الوقوف والدعاء عند “المشعر الحرام” الواقع في وسط مزدلفة، وهو معلم بارز يشهد تجمع الحجاج كل عام على الذكر والتضرع.

وتُعد ليلة المبيت في مزدلفة سنة مؤكدة، وفيها يؤدي الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويجمعون الحصى التي تُستخدم لاحقًا في رمي الجمرات بمنى.

تطوير شامل يعزز الراحة والتنظيم

شهد مشعر مزدلفة تطورًا كبيرًا في البنية التحتية والخدمات، ضمن جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – في تيسير مناسك الحج، وتحقيق أعلى معايير الراحة والسلامة.

فقد أسهمت شركة "كدانة" في تطوير "مسار المشاعر" بمساحة 170 ألف متر مربع، يتضمن أرضيات مطاطية صديقة للبيئة، 15 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء، ومسارات مخصصة للمركبات والعربات المتنقلة، وتهيئة المرافق بـ 385 كرسيًا، و780 مشرب مياه، و240 نقطة شحن، و241 عمود رذاذ، و12 مظلة، إلى جانب 70 لوحة إرشادية وتوعوية.

كما تولّت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تهيئة مسجد المشعر الحرام سنويًا، ليكون جاهزًا بكامل طاقته، بمساحة 5,040 متر مربع وسعة 5,500 مصلٍ. وتمّت مضاعفة استيعاب مصلى النساء بنسبة 100%، مع تطوير أنظمة التكييف والإضاءة والتهوية، وتوفير طاقم عمل مكوّن من 78 موظفًا و5 حراس أمن.

تقنيات رقمية وتنظيم ذكي للحشود

تعتمد الجهات المعنية بالمشعر أنظمة رقمية ذكية لتنظيم التفويج، وتحديد المسارات، ومراقبة الحشود لحظيًا من خلال غرفة تحكم مركزية وكاميرات ذكية، تضمن التدخل السريع وتنظيم الحركة بانسيابية وأمان.

ويجسّد مشعر مزدلفة التكامل التشغيلي والتنظيمي الذي تشهده المشاعر المقدسة، ويعكس التزام المملكة الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء المناسك بكل يُسر وطمأنينة، في بيئة تعبّر عن الجمع بين الأصالة الدينية والكفاءة الحديثة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق