"السعودية تبتكر.. وتلهم العالم".. "المطرفي": فوزنا بالجائزة الكبرى يؤكد أن المملكة دخلت نادي الدول الرائدة في الابتكار - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

21 أبريل 2025, 3:36 مساءً

يؤكد الكاتب الصحفي خالد بن علي المطرفي أن السعودية دخلت نادي الدول الرائدة في الابتكار، ليس فقط من حيث المشاركة، بل من حيث التأثير والنتائج، يأتي ذلك تعليقًا على فوز المملكة بالجائزة الكُبْرَى في معرض جنيف الدوليِّ للاختراعات، في نسخته الخمسين، الذي أُقيم الأسبوع الماضي في جنيف، لافتًا إلى رؤية 2030 بوصفها السياق الأكبر لما تحقق، خاصة مع الاستراتيجية الوطنية لتنمية القدرات البشرية، التي جعلت المواطن السعودي منافسًا عالميًا، عبر التعليم النوعي، والتدريب المتقدم، وخلق بيئات حاضنة للإبداع، فما تحقق في جنيف ليس إنجازًا فرديًا أو عابرًا، بل هو نتيجة رؤية واستثمار منظم تقوده الدولة، وكيانات وطنية متخصصة.

المملكة تصدرت أعرق محافل الابتكار العالمية

وفي مقاله "فرحة خضراء بجنيف.. هكذا أبدع السعوديون في سويسرا" بصحيفة "الرياض"، يقول "المطرفي": "لم تكن الإنجازات السعودية في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025 مجرد لحظة احتفاء عابرة، ولا سردًا رقميًا لعدد الجوائز والميداليات التي حصدها المبتكرون السعوديون، بل هي مشهد وطني كثيف الدلالة، يكشف بوضوح إلى أين وصلت المملكة حين قررت أن تضع "العقل" في صدارة أولوياتها، وأن تجعل من الابتكار ركيزة وطنية لا غنى عنها في رحلتها الطموحة نحو المستقبل.. لقد تصدرت المملكة فعاليات المعرض –أحد أعرق محافل الابتكار العالمية– من حيث عدد الجوائز والمشاركات، بفوزها بالجائزة الكبرى، و124 ميدالية عالمية، و6 جوائز خاصة، وبتقديم 134 اختراعًا علميًا من إنتاج 161 مبتكرًا ومبتكرة سعوديين، في مشهد تجاوز فكرة التنافس، إلى ترسيخ صورة ذهنية جديدة عن السعودية، القادرة على الابتكار، والمستثمرة في عقول أبنائها، والحاضرة في المعارض الدولية بأدوات الريادة لا بأزياء الحضور فقط".

رؤية 2030 والاستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية

ويرصد "المطرفي" أول وأبرز أسباب فوز المملكة بهذا المحفل الدولي، ويقول: "في عمق هذا الإنجاز، تبرز رؤية السعودية 2030 بوصفها السياق الأكبر لما تحقق، فالرؤية التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– لم تكن إطارًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا مُجردًا، بل جاءت لتؤسس لتحول ثقافي شامل، يعيد تعريف العلاقة بين المواطن والوطن، ويضع الموهبة والإبداع والاختراع في قلب النموذج التنموي الجديد.. إن الاستراتيجية الوطنية لتنمية القدرات البشرية، التي تم إطلاقها في إطار الرؤية، تهدف إلى تمكين المواطن السعودي من المنافسة عالميًا، عبر التعليم النوعي، والتدريب المتقدم، وخلق بيئات حاضنة للإبداع. وما شهدناه في جنيف لم يكن إلا ثمرة من ثمار هذا التحول النوعي في الاستثمار بالعقول، ودليلًا حيًا على أن المملكة حين تقرر، تنجح".

فازت في مجالات معرفية نوعية

ويضيف "الطرفي" قائلاً: "لعل أكثر ما يميز ما حدث في جنيف، أن السعودية لم تشارك فقط في مجالات استهلاكية أو تطبيقية تقليدية، بل نافست وفازت في مجالات معرفية نوعية مثل: الهندسة، والطب، والكيمياء، والطاقة، إضافة إلى نظم البرمجيات، وعلوم البيئة، والنبات، وهو ما يعني أنها انتقلت من موقع "المستفيد" من التقنية العالمية إلى موقع "المولد" للمعرفة والابتكار".

الجائزة الكبرى.. ابتكار "العنزي" في جراحة العيون

ويرصد الكاتب أبرز الفائزين، ويقول: "فمن ابتكار الدكتور سعد العنزي في جراحة العيون، والذي نال به الجائزة الكبرى، إلى مشاريع مثل كيس نقل الدم المزود بجيوب للفحوصات المخبرية، ومحفز ضوئي نانوي لمعالجة مياه الصرف الصناعي، وابتكارات "سبوت جارد" و"كاشف الالتماسات الكهربائية" من الشركة السعودية للكهرباء، نجد أن السعودية تقدم نموذجًا شاملًا في الابتكار، يشمل الجامعات، والمدارس، والتدريب التقني، وحتى القطاع الخاص، تحت مظلة واحدة من التكامل الوطني".

حضور المملكة رسّخ صورة ذهنية قوية

ويعلق "المطرفي" قائلاً: "من أبرز ما يُلاحظ أن حضور المملكة في المعرض لم يكن تقنيًا فحسب، بل كان أيضًا صورة ذهنية قوية ترسخت في أذهان الوفود الدولية، فقد حظي رفع العلم السعودي على منصة التتويج بتفاعل عالمي لافت، وتصفيق حار، وتهنئات واسعة، عكست الاحترام الكبير لما حققته المملكة من منجزات غير مسبوقة، وسرعان ما تصدر وسم #المملكة_تبتكر المنصات الرقمية، وتحول إلى لحظة وطنية مشرفة، وثّقتها وسائل الإعلام العالمية والمحلية، مؤكدين أن السعودية اليوم لا تنتظر من يروي قصتها، بل تكتبها بنفسها، وتعرضها على مسارح العالم بكل ثقة واحتراف".

كيانات وطنية متخصصة

كما يرصد الكاتب دور المؤسسات السعودية في هذا الانجاز، ويقول: "من المهم الإشارة إلى أن ما تحقق في جنيف ليس إنجازًا فرديًا أو عابرًا، بل هو نتيجة استثمار منظم تقوده الدولة، من خلال كيانات وطنية متخصصة مثل: هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، ووزارة التعليم، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وجامعات كبرى مثل: الملك سعود، والملك عبدالعزيز، والمجمعة، وأم القرى وغيرها، التي شاركت بقوة في المعرض.. هذه الجهات لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض، بل ضمن إطار استراتيجي موحّد يهدف إلى خلق بيئة وطنية مزدهرة للابتكار، تبدأ من مقاعد الدراسة، ولا تنتهي عند حدود براءات الاختراع، بل تتوسع نحو التجسيد الصناعي والاستثماري للتقنيات، ما يحوّل الابتكار من فكرة إلى منتج، ومن موهبة إلى قيمة اقتصادية".

السعودية دخلت نادي الدول الرائدة في الابتكار

ويعلق الكاتب قائلاً: "في ظل هذه المؤشرات والنتائج، يمكن القول بثقة إن السعودية دخلت نادي الدول الرائدة في الابتكار، ليس فقط من حيث المشاركة، بل من حيث التأثير والنتائج، وهذا المسار لا يقتصر على المعارض والمؤتمرات، بل يمتد إلى برامج الابتكار في الشركات الكبرى، ومسرّعات الأعمال، ومراكز الأبحاث، والتحولات التعليمية التي تشجع على التفكير النقدي والإبداعي، وتمنح الطلاب مساحات للتجريب والمبادرة.

"السعودية تبتكر.. وتلهم العالم"

وينهي "المطرفي" قائلاً: "الفرحة التي عمّت السعوديين، وهم يرون أبناءهم وبناتهم يرفعون العلم في جنيف، هي شهادة على أن رأس المال البشري هو أعظم أصول المملكة؛ لأنها تعي أن من يراهن على العقول، هو من يحدد المستقبل.. لقد أبدع السعوديون في سويسرا، كما أبدعوا في الداخل، وتركوا في جنيف أثرًا لا يُمحى، وكتبوا فصلاً جديدًا من فصول التفوق الوطني، يتجاوز الحدود الجغرافية ليصل إلى آفاق المستقبل، وصنعوا "فرحة خضراء"، عنوانها: "السعودية تبتكر.. وتلهم العالم".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق