09 يونيو 2025, 8:03 مساءً
في خطوة قد تغيّر مسار علاجات سرطان الأمعاء، توصل علماء في المملكة المتحدة إلى آلية جديدة تفسّر عدوانية هذا النوع من السرطان وانتشاره المتزايد بين فئة الشباب، مؤكدين أن خلايا الورم قادرة على “تغيير هويتها” الخلوية لتتشبه بخلايا الجلد أو العضلات، ما يجعلها أكثر قدرة على مقاومة العلاج والانتقال لأعضاء الجسم الأخرى.
وكشفت الدراسة، التي أجراها مركز أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة واسكتلندا بالتعاون مع جامعة إدنبرة، أن ما يُعرف بـ”اللدونة الخلوية” تتيح لخلايا القولون التحوّل إلى خلايا تشبه الجلد أو العضلات، مستفيدة من قدراتها على التحمل والصلابة، وبالتالي زيادة فرص النجاة والانتشار.
وتركّزت الأبحاث على جين يُدعى Atrx، سبق أن ارتبط بأنواع شديدة العدوانية من سرطان الأمعاء، حيث بيّنت التجارب على عينات بشرية وفئران أن فقدانه يؤدي إلى انتشار النقائل إلى الكبد والعقد الليمفاوية وحتى الحجاب الحاجز.
وقال الدكتور كيفن ميانت من جامعة إدنبرة: “مع تزايد إصابة الشباب بسرطان الأمعاء، من الضروري فهم كيف ينمو هذا المرض ويتحول. نتائجنا تشير إلى أن الخلايا السرطانية تُغيّر شكلها لتصعب السيطرة عليها.”
وأضافت الباحثة باتريزيا كاماريري: “الخلايا السرطانية تتبع نفس تكتيكات خلايا الجلد في مواجهة البيئة القاسية، وهو ما يجعلها أكثر مقاومة وانتشارًا.”
وتأتي هذه النتائج في ظل تحذيرات علمية من ارتفاع معدلات الإصابة المبكرة بسرطان الأمعاء بين الفئة العمرية 25–49 عامًا في 27 دولة، وفق دراسة نُشرت سابقًا في مجلة “لانسيت”، وبيّنت أن النسبة أعلى بين الشابات في اسكتلندا وإنجلترا مقارنةً بالشباب.
ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات تستهدف هذه “اللدونة الخلوية”، ما يفتح أفقًا جديدًا في وقف انتشار السرطان وزيادة فعالية العلاجات الحالية.
0 تعليق