شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية، اليوم الثلاثاء 10 يونيو/حزيران 2025، ارتفاعاً مفاجئاً بعد استئناف عمل البنوك عقب عطلة طويلة لعيد الأضحى، ووسط ترقب عالمي لاتجاهات الأسواق.

عالمياً، ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف، اليوم الثلاثاء، بينما يترقب المستثمرون مزيداً من الوضوح بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين. كما ينتظرون بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية المرتقبة هذا الأسبوع بحثاً عن دلائل على قرارات الفائدة المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,329.09 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفض في وقت سابق من الجلسة إلى مستوى 3,301.54 دولار.

فيما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% إلى 3,350.00 دولار، بحسب رويترز.

ارتفاع مفاجئ في سعر عيار 21 بعد عطلة عيد الأضحى

سجّل سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر تداولاً في مصر نحو 4720 جنيهاً، في حين بلغ سعر عيار 24 نحو 5380 جنيهاً، وعيار 18 سجّل نحو 4010 جنيهات.

أما الجنيه الذهب (الذي يزن 8 جرامات من عيار 21)، فقد بلغ 37360 جنيهاً، وذلك بحسب بيانات من شعبة الذهب.

هل يتأثر سوق الذهب بتحركات الدولار في البنوك؟

يعود ذلك الارتفاع إلى عدة أسباب، أبرزها العودة القوية للطلب المحلي بعد عطلة طويلة لعيد الأضحى تضمّنت أيضاً توقفاً للبنوك عن العمل، إلى جانب التحركات العالمية المتقلبة في أسعار الذهب، والتي تعكس حالة من الترقب في الأسواق المالية.

وبحسب محللين فإن الانخفاض الذي شهدته الأسعار عالمياً خلال الأيام الماضية شجّع على موجة من الشراء الانتقائي، خاصة من قبل المستثمرين الذين يعتبرون الذهب ملاذاً آمناً. ويحتسب سعر الذهب في البورصات العالمية بالدولار الأمريكي.

وعند استيراد الذهب أو تسعيره محلياً، يتم تحويل سعر الأوقية من الدولار إلى الجنيه المصري.

وبالتالي، أي ارتفاع في سعر الدولار أمام الجنيه يؤدي إلى زيادة تلقائية في أسعار الذهب محلياً، حتى لو لم يتغير سعر الذهب عالمياً.

ومعظم الذهب المتداول في مصر مستورد أو يتأثر بأسعار المواد الخام العالمية، التي يتم شراؤها بالدولار.

لذلك، ارتفاع الدولار يزيد من تكلفة استيراد الذهب أو المواد الخام المستخدمة في تصنيعه محلياً، وهو ما ينعكس على السعر النهائي للمستهلك.

كما أنه في أوقات تقلب سعر الدولار، يزيد الإقبال على الذهب كوسيلة لحفظ القيمة، خاصة في ظل مخاوف من التضخم أو تراجع العملة. ويزيد ذلك من الطلب على الذهب محلياً، ويدفع الأسعار إلى الارتفاع.

توقعات جديدة لأسعار الذهب خلال الأسبوع الجاري

توقع خبراء أسواق المال أن تشهد الأسعار تقلبات متواصلة خلال الأيام المقبلة، خاصة مع صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي ستؤثر مباشرة في قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة. وتشكل هذه البيانات مؤشراً مهماً لتحركات الذهب القادمة.

وقد حذّر عدد خبراء في مصر من الاندفاع وراء الشراء العشوائي، مؤكدين أن التذبذب العالمي قد يؤدي إلى صعود وهبوط سريع في الأسعار خلال فترات قصيرة.

أسعار المصنعية تواصل الارتفاع في بعض المحافظات

شهدت أسعار المصنعية، وهي التكلفة المضافة على سعر جرام الذهب مقابل التصنيع والصياغة، ارتفاعاً ملحوظاً في بعض المحافظات المصرية خلال الأيام الماضية، وسط حالة من الترقب بين المستهلكين والباعة على حد سواء.

ورصدت جولة لصحف محلية، أن أسعار المصنعية تختلف من محافظة لأخرى، بل ومن محل إلى آخر داخل نفس المدينة.

ففي بعض المناطق الريفية، تبدأ المصنعية من 100 إلى 130 جنيهاً للجرام، بينما تصل في مناطق حضرية كبرى مثل القاهرة والإسكندرية إلى 200 جنيه للجرام أو أكثر، خاصة للذهب عيار 21 و18 المشغول بتصاميم حديثة.

التأثير في حركة الشراء

أدى ارتفاع المصنعية إلى تباطؤ حركة البيع في بعض المناطق، خصوصاً بين الفئات التي تشتري الذهب بغرض الاستثمار أو الادخار؛ حيث يُفضل هؤلاء شراء السبائك أو الجنيهات الذهبية التي لا تحتوي على مصنعية تُذكر.