11 يونيو 2025, 7:04 صباحاً
تشهد مدن أمريكية عدة موجة متصاعدة من الاحتجاجات الغاضبة على خلفية حملات الاعتقال الواسعة التي تشنها إدارة الهجرة والجمارك، استجابة لقرارات الرئيس دونالد ترامب، فبينما تتصاعد حدة المظاهرات في مدينة لوس أنجلوس، حيث فرضت السلطات حظر التجول وبدأت في اعتقال عشرات المتظاهرين، تتوسع رقعة الاحتجاجات لتشمل مدنًا رئيسية أخرى مثل شيكاغو ونيويورك ودنفر، مما دفع ولاية تكساس إلى نشر الحرس الوطني تحسبًا لأي تصعيد محتمل، في مشهد يعكس توترًا متزايدًا حول سياسات الهجرة.
تداعيات متوالية
وفي قلب مدينة لوس أنجلوس، يفرض حظر التجول من الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحًا بالتوقيت الباسيفيكي على جيوب محددة في وسط المدينة، وهي المناطق التي شهدت تركيزًا للاحتجاجات، وقد أعلنت عمدة لوس أنجلوس كارين باس، أن هذا الإجراء قد يستمر لأيام عدة، مشيرة إلى أنه يغطي مساحة تبلغ حوالي ميل مربع واحد، وسيؤثر على أقل من 100 ألف من سكان المدينة البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، ويتزامن ذلك مع تصريحات من الشرطة تفيد ببدء "اعتقالات جماعية" للمتظاهرين، حيث تم احتجاز العشرات لعدم تفرقهم في تجمعات غير قانونية، ووصل إجمالي المعتقلين خلال الأيام الأربعة الماضية إلى 378 شخصًا، وفقًا لبيانات إدارة شرطة لوس أنجلوس.
وعلى الجانب الآخر من البلاد، تستعد ولاية تكساس لمواجهة تصاعد محتمل في الاحتجاجات، وأعلن الحاكم جريج أبوت عن نشر أفراد من الحرس الوطني في مواقع متفرقة بالولاية، وذلك قبل المظاهرات المخطط لها هذا الأسبوع، وتعقب هذه الخطوة يومًا واحدًا من استخدام السلطات للغاز المسيل للدموع ومقذوفات كرات الفلفل لتفريق المتظاهرين في مجمع الكابيتول بولاية أوستن، وأكد أبوت أن "الاحتجاج السلمي قانوني"، محذرًا في الوقت نفسه من أن "إيذاء شخص أو ممتلكات غير قانوني وسيؤدي إلى الاعتقال"، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
غارات مستمرة
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع استمرار إدارة الهجرة والجمارك في حملاتها لاعتقال المهاجرين، التي بدأت الجمعة الماضية، وعلى الرغم من أن عمدة لوس أنجلوس كارين باس لم تتلق أي تقارير عن غارات جديدة أمس، إلا أن المسؤولين المحليين والشرطة يؤكدون أنهم لا يتلقون إخطارات مسبقة بهذه الغارات، وتخشى السلطات المحلية من تداعيات هذه الاعتقالات المفاجئة على السلامة العامة، خاصة مع تصريح العمدة باس بأنهم "لا يعرفون متى وأين ستكون الغارات القادمة".
وامتدت الاحتجاجات المناهضة لسياسات الهجرة وإدارة ترامب لتشمل مدنًا رئيسية أخرى، ففي شيكاغو، حاصرت عشرات من قوات الشرطة المدججة بمعدات مكافحة الشغب مبنى فيدراليًا في وسط المدينة، حيث واصلت مجموعة صغيرة من المحتجين إطلاق أبواق السيارات والصياح على الضباط، وشهدت المدينة صدامات بين الشرطة والمتظاهرين، حيث أظهر مقطع فيديو سيارة تقتحم حشدًا من المتظاهرين في شارع مونرو ووا باش، مما أدى إلى إصابة عدد منهم، وفي نيويورك، تجمعت عشرات من المتظاهرين في ميدان فولي بوسط مانهاتن، بالقرب من مكتب إدارة الهجرة والجمارك، حيث وقعت اشتباكات أدت إلى اعتقال حوالي 45 شخصًا.
تحذيرات متبادلة
وأثارت هذه الأحداث تبادل الاتهامات بين الرئيس دونالد ترامب وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي حذر في خطاب موجه لسكان كاليفورنيا من أن ترامب يدفع بترحيلات جماعية عشوائية، ويخاطر بالسلامة العامة بنشر الحرس الوطني، محذرًا من أن "الديمقراطية تتعرض للهجوم"، وردت إدارة ترامب بقوة على تصريحات نيوسوم، حيث وصف ستيفن تشونغ، مدير اتصالات البيت الأبيض، ما قاله الحاكم بأنه "تهديد للديمقراطية"، بينما صرح نائب رئيس الأركان ستيفن ميلر بأن "الحزب الديمقراطي بأكمله ملتزم بمقترح وحيد هو إغراق كل مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية بالمهاجرين".
وتتصاعد حدة التوتر في الشارع الأمريكي مع استمرار هذه الاحتجاجات التي تعكس رفضًا واسعًا لسياسات الهجرة الحالية، وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى السؤال المحوري: إلى أين تتجه هذه الموجة من الغضب الشعبي، وما هي تداعياتها المحتملة على المشهد السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة؟
0 تعليق