تحوّلت نزهة عائلية في أحد منتزهات خميس مشيط مساء أمس إلى موقف إنساني بطولي، أنقذت فيه طالبتا طب شقيقتان مواطنًا من حالة اختناق حادة كادت تودي بحياته، وذلك بفضل سرعة استجابتهما وخلفيتهما الطبية التي مكنتهما من التدخل في الوقت المناسب، إلى حين وصول فرق الإسعاف.

وفي التفاصيل التي رواها شهود عيان لـ"سبق"، كان المواطن يتنزه مع زوجته وطفله الرضيع (ستة أشهر) في أحد متنزهات خميس مشيط، وأثناء تناوله وجبة سريعة، تعرض لاختناق مفاجئ أدى إلى انسداد مجرى التنفس، حيث بدأت عليه علامات الضيق والسعال العالي، مما أثار ذعر أسرته والموجودين.

وبمحض الصدفة، كانت الطالبتان ناردين ودارين القحطاني، طالبتا الطب في السنة الثالثة بجامعة الملك خالد، برفقة أسرتهما بالقرب من الموقع.

وفور ملاحظتهما للوضع، سارعت ناردين إلى توجيه أحد الرجال الحاضرين لطريقة إنقاذ المصاب عبر تقنية الضغط البطني المعروفة، حيث أوضحت له الخطوات بدقة: الوقوف خلف المصاب، لف الذراعين حول خصره، إمالته قليلًا للأمام، ثم تكوين قبضة باليد فوق منطقة السرة، وتثبيتها باليد الأخرى، والضغط بقوة وسرعة للأعلى.

في الوقت ذاته، بادرت شقيقتها دارين بالاتصال بعمليات الهلال الأحمر وشرح الحالة بالتفصيل، مع متابعة عملية الإسعاف بالتنسيق مع المسعف المتبرع.

وبعد عدة محاولات ناجحة، خرج الجسم الذي كان يسبب الاختناق، ما ساعد المصاب على التنفس مجددًا، رغم تعرضه لإعياء شديد.

ولم يتوقف حسّ ناردين الإنساني عند ذلك، بل سارعت لتهدئة الطفل الرضيع الذي بدأ في البكاء خوفًا، فحملته وبدأت بملاعبته ريثما تعافت والدته من الموقف.

ووصلت لاحقًا فرقة من الهلال الأحمر، التي تولت استكمال الإجراءات الطبية، حتى استقرت حالة المصاب.

الموقف النبيل من الشقيقتين نال إشادة واسعة من المتواجدين، الذين أثنوا على كفاءة طلاب الطب في المملكة، وأخلاقياتهم الطبية والإنسانية العالية، التي ظهرت بجلاء في هذا التصرف الفوري والاحترافي.