عاجل

الشهيدان الشقيقان نضال وخالد عميرة: إعدام بدم بارد على الهواء مباشرة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد بلاص:

 

لم يكن هناك من ذنب ارتكبه الشقيقان الشهيدان نضال (40 عاماً) وخالد مهدي عميرة (35 عاماً) من مدينة نابلس، أول من أمس، سوى أنهما حاولا الوصول إلى عائلتهما التي كانت محاصرة داخل منزلها في البلدة القديمة من المدينة، عندما كانا هدفاً للإعدام بدم بارد برصاص قوات الاحتلال على الهواء مباشرة، في جريمة وثقتها عدسات وكاميرات الصحافيين ممن كانوا في مهمة إعلامية لتغطية العدوان الإسرائيلي على المدينة، وتحديداً بلدتها القديمة.
ووفقاً لشهود عيان، فإن الشهيد نضال، وهو ضابط برتبة مقدم في قوات الأمن الوطني، كان في طريقه إلى منزل عائلته في البلدة القديمة، من خلال منطقة "دخلة جروان"، وهو رافع يديه للأعلى دلالة على عدم تشكيل أي خطر، وعلى بعد أمتار قليلة اعترضه عدد من جنود الاحتلال وانهالوا عليه بالضرب بشكل عنيف أمام عدسات الصحافيين، وحين حاول الدفاع عن نفسه، انطلق شقيقه خالد في محاولة لإنقاذ شقيقه، فتعرض الاثنان لسحل وحشي أمام أعين المواطنين من قبل الجنود.
وأكد الشهود أن الرصاص انطلق بشكل عرضي من سلاح أحد الجنود، ما أدى إلى إصابة بعضهم، فاندفع الجنود الآخرون إلى الموقع وسط إطلاق نار عشوائي، وأعدموا الشقيقين على الفور.
ووثقت كاميرات الصحافيين والمارة المشهد الذي وصفه مراقبون بأنه "جريمة إعدام مكتملة الأركان" راح ضحيتها شابان شقيقان أعزلان تم إعدامهما بدم بارد، فسارع الاحتلال لتقديم روايته المزعومة بأن شاباً حاول خطف سلاح أحد الجنود، بينما الميدان وشهود وكاميرات المصورين كانت أسرع في كشف زيف ادعاء الاحتلال، لتثبت الأدلة أن ما تم هو إعدام بدم بارد، كما قال أحد الشبان الذين وثّقوا المشهد.
ووفق منظمة "مجتمع التحقق العربي" الحقوقية، فإن الشاب الأعزل نضال تقدم نحو جنود الاحتلال وهو يرفع يديه إلى الأعلى، وكشف ملابسه عن جسده، بينما كان شقيقه خالد في الزاوية الأخرى، فسارع جندي احتلالي في الاعتداء على نضال وضربه، ومن ثم سمعت أصوات إطلاق نار في كل اتجاه، ليتبين بعد دقائق أن جنود الاحتلال أعدموا الشابين الشقيقين بدم بارد.
وأوردت المنظمة، على لسان الصحافي ليث جعّار، أن الشابين كانا يتوجهان نحو قوات الاحتلال للمطالبة بالوصول إلى ذويهم في البلدة القديمة لإجلائهم بعد حصار طويل، ما أدى إلى وقوع عراك بين الشابين والجنود، واستشهادهما برصاص قوات الاحتلال.
وقال جعّار: إن الجيش الإسرائيلي ادعى أن فلسطينيَّين حاولا الاستيلاء على سلاح أحد الجنود من وحدة "دوفدوفان"، ما أدى إلى إطلاق نار أسفر عن مقتلهما وإصابة أربعة جنود، وصفت إصابات ثلاثة منهم بأنها متوسطة، والرابع طفيفة.
وأكدت المنظمة أنه بعد البحث في المصادر العلنية، والتواصل مع عدد من الصحافيين وشهود العيان المتواجدين في موقع الحدث، تبين بشكل قاطع أن الرواية الإسرائيلية لا تعكس حقيقة ما جرى.
وأفاد الصحافي عبد الرحمن الضميدي للمنظمة بأن الشقيقين كانا محتجزَين لدى جنود الاحتلال بعد إخراجهما من منزلهما في البلدة القديمة، وتعرضا للاعتداء من قبل جنود الاحتلال المتمركزين في محيط المنزل، حيث اقترب أحدهما من الجنود للتحدث معهم، فتعرض للضرب، وحين حاول الدفاع عن نفسه، تدخل شقيقه لمساندته وهو يرفع يديه للأعلى دلالة على عدم حمله للسلاح، لكن الجنود أطلقوا النار عليهما بشكل مباشر، ما أدى إلى إعدامهما ميدانياً في المكان.
وأوردت منظمة "تحقق"، إفادة من أحد أفراد فرق الإسعاف، رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، أكد فيها أن الشاب الأول، وهو أسير محرر، كان يحاول دخول منزله، فتعرض للتفتيش والاعتداء، وعند تدخّل شقيقه، أطلق الجنود النار عليهما بشكل عشوائي، ما تسبب أيضاً بإصابة عدد من الجنود بـ"نيران صديقة"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إليهما، بل وأطلقت النار تجاهها أثناء محاولتها إخلاء المصابين.
من جهته، قال الصحافي عميد شحادة: "إنه قبل لحظات من استشهادهما كان الشقيقان الشهيدان نضال وخالد عميرة يقفان أمام الكاميرا بالقرب منا خلال التغطية الإعلامية، وهذا ما شاهدته حيث كنا على أحد مداخل البلدة القديمة في نابلس، والمسعفون يحاولون إجلاء العائلات العالقة داخل البلدة القديمة، وكانت في المكان مجموعة من المواطنين بينهما الشقيقان، وعندما شاهدا أن جنود الاحتلال منعوا المسعفين من إجلاء العائلات، تقدم الشاب الذي كان يرتدي قبعة حمراء رافعاً يديه باتجاه الجنود يريد الدخول إلى منزل عائلته لإخراجها من المكان الذي تعرض لوابل كثيف من قنابل الغاز، ورفع بلوزته بناء على طلب جنود الاحتلال الذين صوّبوا أسلحتهم نحو رأسه من مسافة متر، ثم أشار له أحد الجنود ليخلع بنطاله، فتجادل معهم بالكلام قبل أن يركله جندي أسفل بطنه بقدمه ويبدأ العراك بينهما".
وتابع شحادة: "أما الشاب الذي يلبس قبعة سوداء كان بالقرب من مدخل البلدة القديمة بعيداً عن شقيقه، وقام بالتلويح للجنود ليتركوا شقيقه عندما عاركوه بعد ركله أسفل بطنه، وبدأ يتقدم ببطء لأخذ شقيقه من أيديهم، ولكن الجنود بدؤوا بإطلاق النار، فتقدم ذات الشاب وحاول الشقيقان إبعاد البنادق عن صدورهما وتعاركا مع الجنود، وانفلت رشاش أوتوماتيكي بيد أحد الجنود خلال العراك، وكان الشاب الذي يرتدي القبعة السوداء على الأرض وفوقه جندي يقوم بتثبيته، فتقدم جندي آخر وأطلق على رأسه رصاصتين، أما الشاب الذي كان يرتدي قبعة حمراء فابتعد عن مكان انفلات السلاح الرشاش من الجنود إلى مسافة قريبة فأعدموه على الفور، وفيما بعد عرفنا أن الشابين شقيقان هما نضال وخالد كانا يحاولان الوصول إلى عائلتهما، وحماية بعضهما من الرصاص، وكانا يحاولان منع الجنود من تعريتهما أمام الكاميرات، وكانا يحاولان النجاة".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق