الرافعي يشوي العقاد ..! - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

13 يونيو 2025, 10:29 صباحاً

يعتقد الكثيرون أن المثقفين والأدباء والفلاسفة يمتازون بالروح العالية وبالأدب الجم وبقبول الرأي والرأي الآخر، وما علموا أن أغلب الفلاسفة والمثقفين والأدباء هم أضيق الناس أُفقاً وأصعبهم في قبول الرأي الآخر.

لقد قال المتنبي قبل ألف سنة:

وعداوة الشعراء بئس المقتنى.!

وقالت العرب:

"عدو المرء من يعمل عمله".

لذلك؛ إذا تصاحب أديبان فالغالب أن أحدهما يتفوّق وينطلق وينجح، أما الآخر فتأخذه الغيرة ويبدأ بتوجيه سهامه النقدية إلى صدر الأديب الناجح!

وحتى لا يكون المقال بدون أمثلة دعونا نعطي المثال على بعض الجمل التهكمية والعدوانية والاستفزازية التي قالها الأديبان الكبيران الرافعي والعقّاد في حق بعضهما،

وهي عبارات تدل على شراسة العداوة والفجور في الخصومة حين يقع الخلاف بين الأدباء وإليكم الحكاية...

أطلق الأديب العقّاد رأيه في حق الرافعي فقال في الجزء الثاني من كتابه الديوان:

"مصطفى أفندي الرافعي، رجلٌ ضيق الفكر، مُدرع الوجه، يركب رأسه مراكباً يتريّث دونها الحصفاء أحياناً، وكثيرون ما يُخطئون السداد بتريثهم وطول أناتهم".

وأتبع أيضًا في الفصل ذاته قائلًا: "إيه يا خفافيش الأدب: أغثيتم نفوسنا أغثى الله نفوسكم الضئيلة، لا هوادة بعد اليوم، السوط في اليد وجلودكم لمثل هذا الصوت خُلقت، وسنفرغ لكم أيها الثقلان".!

عندما قرأ الأديب الرافعي ما كتبه العقّاد قرر أن يضعه على السفود (الشواية) فوصفه قائلاً:

«العقّاد لا يَعدو أن يكون مترجمًا ناقلًا، وأحسنُ ما يكتبُه هو أحسنُ ما يَسرقُه؛ كأن اللغة الإنجليزية عنده ليست لغةً، ولكنها مفاتيحُ كتب، وآلاتُ سرقة».

هذا هو رأى «مصطفى صادق الرافعي» كما جاءت في كتابه «على السفود».! والسفود هو «سيخ» الحديد الذي يشوى عليه اللحم.!

ويتوالى تقريع «الرافعي» للعقّاد بضراوة، ويستنكر معارضته الشعرية لابن الرومي ويقول:

«لو بصق ابن الرومي لغرق العقاد في بصقته».

وينعت العقّاد بقوله: «هذا الجلف الأسواني صاحب ألأَم لغة وأخس طبيعة، حيطان الشوارع نفسها تكاد تشتمه».

أما عن اعتزاز "حزب الوفد" بالعقّاد، فيقول «الرافعي»:

«كان الوفد يحتاج إلى سفيه أحمق يسافه عنه جريًا على القاعدة الحكيمة القائلة:

إن الكريم لا يحسن به أن يكون سفيهًا فيجب أن يتخذ له من يسافه عنه إذا شتم، فلم يروا أكفأ من العقّاد وقاحة وجه وبذاءة لسان وموت ضمير وحمقًا أكبر من الحمق الإنساني».!

ويواصل «الرافعي» هجاءه للعقّاد ويقول:

هو «حمار يلبس جلد أسد»…«أجهل الناس باللغة وعلومها».. «يرفع المنصوب الذى لا يجوز رفعه» «شاعر ركيك.. يسرق المعاني من غيره من الشعراء».. «ليس بجبار الذهن ولكنه جبار الغرور»… «عضلاته بارزة مكتنزة ولكنها عضلات من شراميط # ».!

إن كلمة السفود تعني السيخ الذي يُشوى عليه اللحم، وقد كان "كتاب السفود" كالسيخ الذي يشوي لحوم أدباء عصره .. وقد جعل الرافعي النقد كالشواء، لذلك لا نتعجب عندما نسمع معلق على مباراة يقول: "إنّ الاتحاد شوى الفريق الفلاني، لأن المعلق استعار (الجملة الشوائية) من الأدباء الكبار".

في النهاية أقول:

الفجور في الخصومة ظاهرة عالمية تقع بين الجهلاء كما تقع بين الأدباء والعلماء، والحكيم الحكيم من استطاع أن يضبط لسانه ويهذب قلمه، حتى لا يدخل في دائرة المنافقين الذين إذا خاصموا فجروا كما جاء في الأثر.

ملحوظة:

# شرح الشراح كلمة "شراميط" بأنها تعني "هلاهيل" وهي بقايا الثياب الممزّقة، وفي الشام يسمّونها "شراطيط"، وفي نجد تسمّى "خلاقين".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق