أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، تنفيذ هجمات مباشرة استهدفت منشآت نووية في مدينة أصفهان، في تطور خطير ضمن التصعيد المتواصل بين تل أبيب وطهران.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفي دفرين، إن الغارات أصابت منشأة أصفهان النووية، مضيفًا: "نحن في ذروة العملية... ولا تزال مستمرة. لقد ألحقنا ضربات موجعة، لكن من المبكر تقدير حجم الضرر في البرنامج النووي الإيراني".

ووفقًا لما نقلته سكاي نيوز عربية، فإن الغارات الإسرائيلية دمّرت منشآت لتحويل وتخصيب اليورانيوم، شملت مرافق لتصنيع اليورانيوم المعدني ومختبرات فنية، بالإضافة إلى بنى تحتية نووية أخرى، يُعتقد أنها على صلة بمراحل متقدمة في تطوير الأسلحة النووية.

بالتزامن مع التصعيد في أصفهان، دوّت انفجارات عنيفة في العاصمة طهران ومدن إيرانية عدة، أبرزها شهريار وملارد وكرج وقم، إضافة إلى انفجار قوي في باكدشت جنوب شرق طهران، بحسب وكالة "إرنا".

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الدفاعات الجوية الإيرانية فعّلت منظوماتها قرب مواقع استراتيجية، من بينها ساحة "باستور" التي تضم مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي والمقر الرئاسي.

في شمال غرب البلاد، تعرضت قاعدة "نوزة" الجوية قرب مدينة همدان لانفجار ضخم، ما يرجّح أن الضربة الإسرائيلية شملت مواقع عسكرية حساسة على امتداد الرقعة الجغرافية الإيرانية، وفق ما أفادت تقارير ميدانية.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن هذه الهجمات جاءت بتوجيه استخباراتي دقيق، وأن المقاتلات نفذت المهمة على مراحل، مستهدفة المنشآت النووية وقادة عسكريين بارزين.

المرشد الإيراني علي خامنئي توعد برد "قاسٍ وحاسم"، قائلاً إن إسرائيل "لن تبقى سالمة" وإن بلاده "لن تلجأ لأنصاف الحلول". كما أشار إلى أن الهجمات أسفرت عن مقتل عدد من القادة والعلماء، مؤكدًا أن الرد "سيجعل إسرائيل تندم".

وتزامن ذلك مع تحذيرات دولية من تفاقم التوتر، حيث حذرت عواصم غربية من خطر انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، وسط ترقّب لموقف إيران الرسمي.

تُعد منشأة نطنز الواقعة في أصفهان من أهم مواقع تخصيب اليورانيوم في البرنامج النووي الإيراني، وتضم مفاعل تحويل اليورانيوم (UCF)، الذي يستخدم لتحويل المواد الخام إلى غاز سداسي فلوريد اليورانيوم، وهي خطوة أساسية في عملية التخصيب.

وقد استُهدفت هذه المنشأة في عدة موجات خلال الساعات الماضية، ما يعكس طبيعة العملية الإسرائيلية كضربة استراتيجية تهدف إلى تقويض الطموحات النووية الإيرانية.