يُعدّ سام ألتمان واحداً من أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا وريادة الأعمال، حيث لعب دوراً محورياً في تطوير الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الابتكار في هذا المجال. وبفضل رؤيته الطموحة، استطاع ألتمان أن يقود مشاريع رائدة، ويؤثر بشكل كبير على مستقبل التكنولوجيا.
وُلد ألتمان، عام 1985 في شيكاغو، إلينوي، ونشأ في سانت لويس، ميزوري. أظهر اهتماماً كبيراً بالتكنولوجيا، منذ صغره، حيث تعلم البرمجة في سن مبكرة. التحق بجامعة «ستانفورد» لدراسة علوم الكمبيوتر، لكنه قرر ترك الدراسة، لمتابعة شغفه بريادة الأعمال.
في عام 2005، شارك في تأسيس تطبيق «Loopt»، وهو تطبيق يعتمد على تحديد المواقع الجغرافية للمستخدمين، لكنه لم يحقق النجاح المتوقع، ما دفعه إلى البحث عن فرص جديدة في عالم الاستثمار التكنولوجي.
انضم ألتمان إلى «Y Combinator»، إحدى أشهر حاضنات الأعمال في وادي السيليكون، وسرعان ما أصبح شخصية رئيسية في هذا المجال. تولى منصب رئيس الشركة، عام 2014، حيث ساعد في دعم وتمويل عدد من الشركات الناشئة، مثل «إير بي إن بي» و«دروبوكس» و«ريديت»، التي أصبحت فيما بعد شركات عملاقة.
وكان لألتمان دور كبير في تحويل الحاضنة إلى منصة رئيسية، لدعم رواد الأعمال الطموحين، حيث قدّم نصائح واستراتيجيات فعالة ساعدت في تنمية العديد من الشركات الناشئة وتحقيقها لنجاحات باهرة.
في عام 2015، شارك ألتمان في تأسيس «أوبن أيه آي»، وهي مؤسسة غير ربحية، تهدف إلى تطوير ذكاء اصطناعي متقدم بطريقة آمنة وأخلاقية.
تعاون ألتمان مع إيلون ماسك وعدد من المستثمرين والمطورين في هذا المشروع، وكانت رؤيتهم تتمثل في جعل الذكاء الاصطناعي في خدمة البشرية، بدلاً من أن يشكل تهديداً لها.
تحت قيادة ألتمان، أطلقت الشركة تقنيات ثورية، أبرزها «تشات جي بي تي»، الذي أصبح من أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي تطوراً واستخداماً في العالم. ساهم هذا النظام في تغيير طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا، وأثار نقاشات واسعة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وإمكانياته.
واجه ألتمان تحديات كبيرة، خلال قيادته ل «أوبن أيه آي»، خصوصاً فيما يتعلق بأخلاقيات تطوير الذكاء الاصطناعي، وتأثيره في سوق العمل والمجتمع، كما تعرّض لجدل واسع بعد إقالته المفاجئة من منصب المدير التنفيذي للشركة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، قبل أن يعود إلى منصبه، بعد ضغوط كبيرة من الموظفين والمستثمرين.
ويؤمن ألتمان بأن الذكاء الاصطناعي سيغيّر جميع جوانب الحياة، من التعليم إلى الصحة والاقتصاد. لكنه يؤكد على ضرورة تطوير هذه التقنية بحذر، بحيث تظل في مصلحة البشر، دون أن تؤدي إلى مخاطر غير متوقعة.
ويواصل ألتمان العمل على دفع حدود الابتكار، ويعتبر من الشخصيات القليلة، التي تجمع بين الطموح التكنولوجي العميق، والرؤية الأخلاقية لمستقبل الذكاء الاصطناعي. وبفضل جهوده، أصبح أحد القادة الرئيسيين في هذا المجال، ويبدو أن تأثيره سيستمر لسنوات قادمة.
0 تعليق