أطلقت شركة «بلاك روك»، الثلاثاء، نتائج دراستها العالمية حول المكاتب والشركات العائلية لعام 2025، والتي أظهرت أن الاضطرابات الجيوسياسية الراهنة، تمثل العامل الأهم بالنسبة للمكاتب والشركات العائلية (بنسبة 84%)، وتؤثر مباشرةً في قراراتها المتعلقة بتوزيع رأس المال.
كما أظهرت النتائج أن تنامي المخاوف بشأن اضطرابات التجارة، وتزايد الانقسام في المشهد الجيوسياسي، تسبّبا بتراجع المعنويات العامة، في أول تحوّل سلبي يُسجَّل، منذ بدء إجراء الدراسة عام 2020.
الائتمان الخاص جذاب
قالت ميراي أبو جودة، رئيس الشركات والمكاتب العائلية والصناديق الوقفية والمؤسسات لدى الشركة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: «نشهد توجهاً متسارعاً للمكاتب العائلية الأوروبية نحو الائتمان الخاص والبنية التحتية، باعتبارهما عنصرين أساسيين في توزيع المحافظ الاستثمارية. ويشكل الائتمان الخاص اليوم خياراً جذاباً، لما يقدمه من عوائد قوية مع مستوى جيد من السيولة، بينما تظل البنية التحتية محط اهتمام، لما توفره من تدفقات نقدية مستقرة وقدرتها على التحوّط في مواجهة التضخم».
ورغم الانطباع بأن قواعد الأسواق المالية تشهد تغيرات جذرية، يأمل العديد من المكاتب والشركات العائلية أن تكون تداعيات ذلك محدودة على الاقتصاد العالمي، وتعمل المكاتب العائلية حالياً باتباع نهج إدارة المخاطر، حيث يسعى أكثر من ثلثيها (68%) إلى تنويع المحافظ الاستثمارية، فيما يتّجه نحو النصف (47%) إلى تنمية مصادر العوائد المتنوعة، بما في ذلك الأصول البديلة غير السائلة، والأسهم خارج الولايات المتحدة، والأدوات السائلة، والسيولة النقدية.
تركيز على الائتمان
أظهرت الدراسة أن مخصصات المكاتب العائلية للأصول البديلة آخذة في الازدياد، حيث ارتفعت لتشكل 42% من المحافظ الاستثمارية، مقارنة مع 39% في نسخة 2022-2023 من الدراسة.. ويعدّ الائتمان الخاص والبنية التحتية من أكثر فئات الأصول البديلة جذباً في المرحلة القادمة، حيث يعتزم ما يقارب الثلث (32%) زيادة استثماراتهم في الائتمان الخاص، و30% في البنية التحتية بين عامي 2025 و2026، مع تسجيل الائتمان الخاص النسبة الأعلى بين جميع فئات الأصول البديلة.
وفي ما يخص اختيار استراتيجيات الاستثمار في فئة الائتمان الخاص، أبدى المشاركون تفضيلهم لحالات الاستثمار الخاصة أو الاستثمار القائم على اغتنام الفرص، إضافة إلى الإقراض المباشر. كما تحظى البنية التحتية بزخم متزايد، إذ أعرب 75% من المشاركين في الدراسة عن توقعات إيجابية لهذه الفئة.
وفي العام المقبل، يعتزم المشاركون زيادة استثماراتهم في استراتيجيات البنية التحتية القائمة على اغتنام الفرص (54%)، واستراتيجيات القيمة المضافة (51%)، وذلك لأسباب تشمل ارتفاع العوائد المحتملة، والظروف المواتية، والمرونة التشغيلية، وهي عناصر تحظى بأهمية متزايدة في الأسواق المتقلبة.
تعاون وشراكات أعمق
يتجه العديد من الشركات والمكاتب العائلية إلى الشراكة مع جهات خارجية، لا سيما في أسواق الاستثمار الخاصة، فقد أشار أكثر من نصف المشاركين إلى وجود فجوات في الخبرات الداخلية، لا سيما في مجالات إعداد التقارير (57%)، وتحديد الصفقات المناسبة (63%)، وتحليل الأسواق الخاصة (75%). كما ذكر نحو ربع المشاركين (22%) أنهم استعانوا بخدمات «الرئيس التنفيذي للاستثمار» من جهة خارجية، أو يدرسون القيام بهذه الخطوة، في حين يسعى كثيرون إلى التعاون مع شركاء خارجيين، للاستفادة من خبراتهم في مجالي الاستثمار والتكنولوجيا.
عوائق الذكاء الاصطناعي
أظهرت أغلبية الشركات والمكاتب العائلية انفتاحاً على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة من المهام، من إدارة المخاطر إلى تحليل التدفقات النقدية. ومع ذلك، تبرز عوائق تقنية وتنظيمية تحدّ من التوسع في تبني هذه التقنيات. وتميل المكاتب والشركات العائلية إلى الاستثمار في شركات تكنولوجيا، تطوّر حلولاً قائمة على الذكاء الاصطناعي (45%)، أو في فرص استثمارية يُعتقد أنها ستستفيد من نمو هذا القطاع (51%).
0 تعليق