«ساينس ألرت»
لطالما كانت فكرة انخفاض عدد السكان حول العالم بوتيرة سريعة، تبدو كأنها سيناريو من روايات الخيال العلمي أو أفلام الكوارث، إلا أن دراسة واقعنا الحالي من منظور علمي واجتماعي تكشف عن احتمالات حقيقية، وإن كانت مستبعدة في الوقت الراهن، لانهيار المجتمعات البشرية بشكل تدريجي.
من الحقائق التي لا جدال فيها أن قلة قليلة من الناس تعيش لأكثر من مئة عام، وبالتالي، إذا توقف البشر عن الإنجاب فجأة، فإن وجودهم على الأرض سيكون مهدداً خلال أقل من قرن، وفي البداية، سيبدو كل شيء طبيعياً، لكن مع مرور السنوات وغياب المواليد، ستبدأ المجتمعات في الانكماش، وسيفقد العالم تدريجياً عماله، ومزارعيه، وأطباءه، ومعلميه، وسيؤدي ذلك إلى أزمة شاملة في الأنظمة التي تقوم عليها الحضارة.
هذا السيناريو، وإن بدا غير منطقي، إلا أنه مطروح في العديد من الأعمال الأدبية، مثل رواية «أطفال الرجال» للكاتبة البريطانية بي. دي. جيمس، و«حكاية الخادمة» للكاتبة الكندية مارغريت أتوود، وكلاهما يصور عالماً يحرم فيه الناس من القدرة على الإنجاب، ما يؤدي إلى انهيار القيم والأنظمة الاجتماعية والسياسية.
لكن الواقع لا يحتاج إلى كارثة مفاجئة حتى يبدأ في الانزلاق نحو هذا المصير، ففي العديد من الدول، انخفضت معدلات المواليد إلى مستويات مقلقة، فالنساء، في كثير من الثقافات، يخترن الإنجاب في سن متأخرة أو الامتناع عنه لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، وفي عام 2024، سجل في الولايات المتحدة ميلاد 3.6 مليون طفل فقط، بانخفاض ملحوظ عن السنوات السابقة.
إن البقاء ليس مضموناً لأي نوع حي على وجه الأرض، وإذا لم ينتبه البشر إلى مؤشرات الانحدار السكاني، سيجدون أنفسهم على طريق نهايتهم، ولكن لا يزال بوسعنا أن نغير هذا المسار، فقط إن أدركنا حجم التحدي واتخذنا خطوات جماعية لضمان مستقبل مستدام لكل من يعيش على هذا الكوكب.
0 تعليق