تفاهة المهم - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
•• منذ حداثة سني؛ كانت هناك لغة سرية بيني وبين إمتاع حياتي بمن حولي.. كنت أحب اقتناص متعة التقارب معهم.. تعلَّمت ذلك من جدي، يرحمه الله، الذي كان يريحني المكوث بين يديه.. كان مثل كتاب لا تمل من تقليبه.. كان مع من يجالسه كسحابة تبحث عن أرض تضخ فيها السماء الماء والبَرَد.. ذلك اليقين حوَّل منظوري للناس من الانفراد إلى المحبة.

•• هناك أناس ـ للأسف ـ يتفجر مثل «الديناميت» حين يختلف في وجهة نظر مع آخر.. يدخل العتب في عقله وفكره فيبدل علاقته مع من يختلف معه بمجرد رأي يرفضه أو كلام لا يعجبه.. ينشئ شفرة تفصيلية تصنع ذاته المريضة، فيتحول من نفس مُحبة إلى أخرى كارهة.. يرحل عن أصدقائه ومحبيه ومن حوله ولا يعلم أنه يموت في دواخلهم ويولد غيره.

•• وهناك أناس ـ لله درهم ـ مثل «الأريج المدهش» يجعل المكسور عجباً.. يُتعب من بعده بقدرته على امتصاص غضب الناس.. يبني لهم قصوراً من الورود مغرقة بالندى ليزرع حدائق بهية من المحبة.. يمتطي سحابات السماء ليمطر عليهم ماء المودة.. يخفق قلبه كعاصفة لينير لهم ياقوتة الإخاء.. تلك هي الصورة الإنسانية التي رسمتها يد إنسان استخدم أفضل الطرق لمراوغة ألم الحياة.

•• وبين «أريج» أبيض ضي يقدس الحب فيضيء للناس ضني السنين، كصاحب المعطف الأبيض يضمد الجراح.. وبين «ديناميت» تافه فج يحسب أنه مهم، يطفئ كل ومضة نور بحثاً عن تمزيق الأشلاء.. بين الاثنين المتعاكسين؛ معركة حب وكراهية تنتصر فيها القيم التي تجسد حياة «النفس المطمئنة»، وتهدم أمامها مسرحيات «النفس الأمارة بالسوء».. وتلك هي النفائس العظمي التي تشع منها شمس محبة البشر.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق