غزة - "الأيام": "لا تكاد تمر ساعة أو أكثر إلا ويسمع صوت انفجار قوي جداً شرق جباليا ومدينة غزة"، هكذا قال المواطن إبراهيم خلة (53 عاماً)، وهو يصف جزءاً من الحالة اليومية للقصف وأعمال النسف التي تطال المنازل والمنشآت.
وقال خلة: "يبدو أن الاحتلال يعمل بوتيرة متسارعة ويسابق الزمن ليستطيع تدمير أكبر عدد مكن من المباني في تلك المناطق"، مشيراً إلى تزايد مشاهد أعمدة الدخان الناجمة عن أعمال النسف والقصف التي تطال منازل المواطنين، وما يعقبها من تصاعد ألسنة اللهب في بعضها.
وأضاف: "مش الصواريخ وبس اللي بتدمر البيوت، وكمان التجريف والنسف بالمتفجرات أيضاً".
وذكرت مصادر محلية لـ"الأيام" أن قوات الاحتلال تقوم، بشكل دوري ومتواصل، بتفجير المنازل المخلاة من السكان، وتنفيذ أعمال نسف، لا سيما في أحياء الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، وفي المناطق الشرقية لبلدة جباليا ومخيمها.
يذكر أن تلك المناطق وغيرها كانت تعرضت لحملة واسعة من التدمير والتجريف طالت غالبية المباني فيها، لكن قوات الاحتلال ومنذ أن أعادت العدوان في الثامن عشر من شهر آذار الماضي، عمدت إلى تدمير ما قد بقي من منازل قائمة.
وتابع خلة، الذي ينزح في شارع غزة القديم وسط بلدة جباليا: "صح بنشوفش من قريب كل هذا الدمار، لكن ممكن نشوف دخان كثيف بعد كل مرة نسمع صوت تفجير أو قصف"، موضحاً أنه يمكن تمييز صوت القصف من الجو عن صوت النسف على الأرض بالمتفجرات و"الروبوتات".
وبيّن أن هذه الأعمال تجري في ذات الوقت وطوال اليوم، لكن ليس في نفس المنطقة، لكن المحصلة هي أن الاحتلال يبدو أنه لن يترك شيئاً إلا وينوي تدميره وتحويله إلى خراب.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أعادت توغلها في كافة المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة، وانتشرت بكثافة في بعضها، فيما تقوم بين وقت وآخر بالتوغل في الجزء الآخر.
ونقل المواطن "أبو وائل" في الأربعينيات من عمره، عن شهود حاولوا الوصول إلى تلك المناطق، أن دبابات الاحتلال توغلت أيضاً في الجزء الشرقي والجنوبي لحي الزيتون في مدينة غزة، وواصلت المدفعية قصفها بشكل متواصل حيي الشجاعية والتفاح، وسط حالة غير مسبوقة من التدمير العشوائي.
في السياق، أبلغ شهود عيان ومصادر محلية عن قيام الاحتلال بتفجير مبانٍ ومنشآت متعددة الطوابق في بلدة جباليا، وعلى طريق صلاح، وحي تل الزعتر، شرق مخيم جباليا.
وقال المواطن أحمد أبو سلعة إن أصوات تفجير ضخمة سُمعت في المنطقة بأسرها، ناجمة عن تفجير مربعات سكنية واقعة في محيط أرض دبور، شرق تل الزعتر.
وأوضح أن مثل هذه الأصوات سمعت أيضاً في منطقتي "القرم" و"زمو"، واستهدفت الأبراج والمباني الضخمة الواقعة على الطريق العام "صلاح الدين" لبلدة جباليا، شمال القطاع، حيث تم تداول أنباء عن استخدام "روبوتات" في تفجير مربعات سكنية.