الثلاثاء 22 ابريل 2025 | 07:50 مساءً

12 ألف قطعة أثرية بمتحف الجموم

يبرز 'متحف الجموم' على الطريق الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، كأحد المعالم التراثية والثقافية المهمة في منطقة الحجاز، حيث يضم بين جنباته أكثر من 12 ألف قطعة أثرية تروي ملامح التاريخ العريق لمحافظة الجموم. ويستقطب المتحف زوارًا من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى الحجاج والمعتمرين الذين يتوقفون فيه لاكتشاف ماضي المنطقة وحضارتها.
مساحة واسعة ومحتوى غني يروي تاريخ الجموم
يمتد المتحف على مساحة تزيد عن 2000 متر مربع، ويعد الأول من نوعه في محافظة الجموم، إذ يلعب دورًا بارزًا في إبراز الموروث الثقافي من خلال مشاركاته في المهرجانات الوطنية والمناسبات العامة. ويقدم المتحف لمحة تفصيلية عن أهم المعالم التاريخية القديمة في المنطقة، بما في ذلك الأسواق التراثية مثل سوق 'مجنة' وسوق 'ذي المجاز'، اللذين كانا يمثلان مركزًا اقتصاديًا نابضًا في العصور السابقة.
قطع تراثية تحاكي تفاصيل الحياة اليومية
يعرض المتحف مجموعة كبيرة من العملات القديمة، والأواني المصنوعة من النحاس الأصفر مثل أباريق الشاي وآنية المياه، إلى جانب أدوات المطبخ التقليدية كالملاعق والمدقات والرحى، وأفران الطين، والأواني الفخارية التي استخدمت لحفظ المياه، كما يحتوي على معروضات من الجلود الطبيعية بمختلف استخداماتها، تعكس نمط الحياة القديمة في الجموم.
أدوات الزراعة والصيد وزي الرجال والنساء قديمًا
ويضم المتحف أدوات زراعية وصيد قديمة كالمناجل والبنادق والرماح، إضافة إلى السيوف والمفاتيح الخشبية والأقفال، وألعاب الأطفال التراثية، وأزياء الرجال والنساء، والمغاريل، والحلي النسائية التقليدية. كما يُعرض في المتحف عدد من الأحافير والعملات المعدنية التي اكتُشفت في أراضٍ واسعة بمحافظة الجموم.
الحفاظ على التراث وتوثيقه لأجيال المستقبل
أكد مدير المتحف، ماجد السهلي، أن الهدف الأساسي من المتحف هو الحفاظ على التراث الثقافي لمحافظة الجموم، وتسليط الضوء على أساليب الحياة القديمة فيها، إضافة إلى توثيق الثقافة المحلية وإحياء ذكرى سوق 'مجنة' أحد أشهر أسواق العرب قديمًا. كما يسعى المتحف إلى المساهمة في تنشيط القطاع السياحي في المحافظة ومراكزها التابعة.
خطوات جادة للحفاظ على سوق "مجنة" الأثري
أشار السهلي إلى أن المتحف يعمل حاليًا على تسريع خطوات الحفاظ على سوق 'مجنة' الأثري من الاندثار، من خلال تحديد حدوده، وتسويره، وترميمه، وإجراء الدراسات اللازمة حوله، تمهيدًا لتوظيفه كموقع سياحي واستثماري، يساهم في خلق نشاط اقتصادي وتنمية ثقافية بالمنطقة.
ورش عمل لتوثيق المقتنيات بالتعاون مع الجهات المختصة
ولفت السهلي إلى أن المتحف يوفّر للزوار تجربة فريدة في التعرف على الحياة الاجتماعية القديمة لأهالي الجموم، من خلال عرض الملابس والأسلحة القديمة، والقطع الفخارية التي يُعتقد أنها تعود إلى فترات زمنية بعيدة. وأوضح أن المتحف نفذ سلسلة ورش ولقاءات ثقافية وتراثية بالتعاون مع الجهات المختصة، بهدف توثيق مقتنياته وتسجيلها رسميًا لدى هيئة التراث والجهات المعنية.
0 تعليق