21 يونيو 2025, 3:36 مساءً
أكدت الدكتورة داريا خايكنا، أخصائية الغدد الصماء وخبيرة التغذية، أن استبدال الدهون الحيوانية تمامًا بالدهون النباتية قد يحمل آثارًا صحية سلبية، مشيرة إلى أن الجسم بحاجة إلى كلا النوعين من الدهون لتحقيق التوازن الفسيولوجي.
وأوضحت أن هناك اعتقادًا شائعًا بين الناس يعتبر الدهون الحيوانية مصدرًا مباشرًا للكوليسترول الضار، وبالتالي خطرًا على القلب والأوعية الدموية، وهو ما وصفته بأنه غير دقيق. ولفتت إلى أن هذا المفهوم يعود إلى منتصف القرن العشرين عندما ربط العلماء بشكل أولي بين الدهون المشبعة وأمراض القلب، غير أن هذه الفرضية فقدت قوتها لاحقًا، لكن الخوف منها استمر وانتقل إلى حملات تسويقية ضخمة في تسعينيات القرن الماضي، تم فيها الترويج للمنتجات قليلة الدسم كخيار صحي، في حين كانت تُستبدل الدهون بكميات مرتفعة من السكر، ما أدى إلى نتائج عكسية.
وأضافت أن موجة "النظام النباتي المتشدد" ساهمت في نشر كثير من المعلومات المغلوطة، خصوصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث خلط البعض بين دهون الطعام ودهون الجسم، مما ولّد جيلاً يخشى الزبدة والبيض أكثر من قلقه تجاه التوتر المزمن أو الاضطرابات النفسية.
وأكدت أن السؤال حول أي الدهون أفضل – الحيوانية أم النباتية – هو في الأصل سؤال غير دقيق، لأن لكل منهما وظائف أساسية ومتكاملة في الجسم. فالدهون الحيوانية أو ما يُعرف بالدهون المشبعة، ضرورية للإنتاج المتوازن للهرمونات، خصوصًا الجنسية منها كالتستوستيرون والإستروجين، كما أنها أساسية لامتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامينات A وD وE وK، إضافة إلى أهميتها في بناء أغشية الخلايا وحماية الألياف العصبية. في المقابل، تتميز الدهون النباتية غير المشبعة بغناها بأحماض أوميغا 3 و6 و9 المفيدة لصحة القلب، وقدرتها على تقليل الالتهابات والمساهمة في خفض مستويات الكوليسترول الضار.
وحذّرت خايكنا من أن التخلي الكامل عن الدهون المشبعة يعني حرمان الجسم من عناصر أساسية، مما قد يؤدي إلى اختلالات هرمونية مثل انخفاض مستويات الإستروجين والتستوستيرون، خاصة عند نقص السعرات الحرارية، إضافة إلى ضعف في امتصاص الفيتامينات الضرورية ونقص في الكوليسترول المفيد، وهو مكوّن محوري في تكوين الهرمونات والوظائف الدماغية وصحة الجهاز العصبي. وأشارت إلى أن ذلك قد يرتبط باضطرابات في الدورة الشهرية، ومشكلات جلدية، والشعور بالإرهاق المستمر.
وأكدت في حديثها لموقع gazeta.ru أن هذا لا يعني أن الزبدة أفضل من الزيوت النباتية، فالجسم يحتاج إلى كلا المصدرين، مع ضرورة الاعتدال في الاستهلاك. فبينما تُعد الدهون النباتية مثل زيت الزيتون وزيت بذور الكتان والمكسرات والأفوكادو أساسية، فإن تناول ملعقتين من الزبدة أو القشدة الحامضة يوميًا ليس ضارًا، بل يُعتبر ضرورة فسيولوجية. وخلصت إلى أن المبالغة أو الامتناع الكامل عن الدهون الحيوانية قد يكون ضارًا بقدر الإفراط فيها، مشددة على أن التوازن هو الأساس في الحفاظ على الصحة.
0 تعليق