23 يونيو 2025, 10:11 صباحاً
في اكتشاف علمي مذهل، حدد باحثون فرنسيون فصيلة دم جديدة لم تسجل من قبل، جعلت من سيدة فرنسية من أصول كاريبية الشخص الوحيد المعروف في العالم الذي يحمل هذه الخصوصية الدموية الفريدة.
ووفقاً لموقع "ميديكال إكسبريس"، فبعد 15 عاما من البحث والتحليل، أعلنت الوكالة الفرنسية لإمدادات الدم (EFS) رسميا عن فصيلة الدم الجديدة التي أطلق عليها اسم "غوادا نيغاتيف"، تيمنا بموطن السيدة الأصلي في جزيرة غوادلوب الكاريبية.
القصة بدأت عام 2011
وتعود جذور هذه القصة العلمية المثيرة إلى عام 2011، عندما لاحظ الباحثون وجود جسم مضاد غريب وغير مألوف في أثناء تحليل عينة دم روتينية لسيدة تبلغ من العمر 54 عاما كانت تستعد لعملية جراحية في باريس. لكن محدودية الإمكانيات البحثية في ذلك الوقت أجلت حل هذا اللغز الطبي لسنوات، حتى تمكن العلماء أخيرا في عام 2019 من فك الشفرة الوراثية لهذه الحالة النادرة باستخدام تقنيات متطورة لتسلسل الحمض النووي العالي الإنتاجية، والتي كشفت عن طفرة جينية فريدة.
وبعد سنوات من البحث والتحقق، حصل هذا الاكتشاف على الاعتراف الرسمي في يونيو 2024 من قبل الجمعية الدولية لنقل الدم (ISBT) في مؤتمرها بمدينة ميلانو، ليصبح بذلك النظام الثامن والأربعين المعترف به عالميا لأنظمة فصائل (فئات) الدم.
امرأة واحدة تحمل هذه الفصيلة
ويشرح الدكتور تيري بيرارد، عالم الأحياء الطبية في الوكالة الفرنسية لإمدادات الدم والذي شارك في هذا الاكتشاف، أن هذه السيدة تمثل حالة استثنائية بكل معنى الكلمة، فهي ليست فقط الشخص الوحيد المعروف الذي يحمل هذه الفصيلة، بل إنها، بحسب تعبيره، "الشخص الوحيد في العالم الذي يتوافق دمه مع نفسه فقط". وتبين أن هذه الطفرة ناتجة عن جين ورثته السيدة من كلا والديها، اللذين كان كل منهما يحمل نسخة من هذا الجين المتحور النادرة.
لماذا "غوادا نيغاتيف"؟
أما عن التسمية الغريبة "غوادا نيغاتيف"، فيوضح بيرارد أن "غوادا" مستمدة من أصل المريضة الكاريبي، من جزيرة غوادلوب، بينما تشير كلمة "نيغاتيف" إلى الخصائص السلبية لهذه الفصيلة تجاه بعض المستضدات، مضيفا أن هذا الاسم تم اختياره لأنه "يبدو جيدا وينطق بسهولة في جميع اللغات".
فهم أعمق للتنوع البيولوجي البشري
وهذا الاكتشاف لا يضيف فقط رقما جديدا إلى قائمة أنظمة فصائل الدم المعروفة، بل يفتح الباب أمام فهم أعمق للتنوع البيولوجي البشري. فمنذ اكتشاف نظام ABO الشهير (الذي يتضمن كلا من فصائل الدم A، وB، وAB وO ) في أوائل القرن العشرين، ساعدت التطورات التقنية وخاصة في مجال التحليل الجيني على تسريع وتيرة اكتشاف أنظمة دم جديدة، حيث تم التعرف على معظمها في العقدين الأخيرين فقط.
فرصة لتحسين الرعاية الطبية للمرضى
لكن الأهم من الجانب العلمي هو الجانب الطبي التطبيقي لهذا الاكتشاف، كما تؤكد الوكالة الفرنسية، حيث يتيح تحديد فصائل الدم النادرة فرصة لتحسين الرعاية الطبية للمرضى الذين يحملونها، وتطوير بنوك دم أكثر شمولا قادرة على تلبية احتياجات هذه الحالات الاستثنائية.
0 تعليق