إيران: أضرار الهجوم الأميركي على منشآتنا النووية محدودة.. وواشنطن: بل دمرناها بالكامل - اخبار الكويت

0 تعليق ارسل طباعة
تم النشر في: 

30 يونيو 2025, 11:19 صباحاً

في تطور مفاجئ، كشفت الولايات المتحدة، عن اعتراضها اتصالات بين مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، كانوا يناقشون تداعيات الضربات العسكرية الأمريكية على البرنامج النووي الإيراني، والمثير في الأمر هو أن هؤلاء المسؤولين، ووفقًا لما كشفته أربع شخصيات مطلعة على هذه المعلومات الاستخباراتية السرية لصحيفة "واشنطن بوست"، قد وصفوا الهجوم بأنه "أقل تدميرًا مما كانوا يتوقعون"، وهذه المكالمات، التي كان يُفترض أن تظل خاصة، أظهرت المسؤولين الإيرانيين يتساءلون عن سبب عدم كون الضربات التي وجهها الرئيس دونالد ترامب بنفس القدر من التدمير والاتساع الذي كانوا يتوقعونه، ويكشف هذا التباين بين التقييمين الأمريكي والإيراني صورة أكثر تعقيدًا للوضع، ويثير تساؤلات جدية حول مدى دقة التقييم الإيراني للأضرار، ومدى الفعالية الحقيقية لتلك الضربات.

تقييم متضارب

وتؤكد هذه المعلومات الاستخباراتية، التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا، أن هناك خلافًا جوهريًا حول حجم الأضرار، فبينما يصر مسؤولون إيرانيون على أن التأثير كان محدودًا، ترفض الإدارة الأمريكية بشدة هذه الاستنتاجات، وتشكك في قدرة الإيرانيين على تقييم الأضرار الفعلية في المنشآت النووية الثلاث التي استهدفتها العملية الأمريكية، وفي هذا السياق، انتقدت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، ما وصفته بـ "التسريبات خارج السياق" لصحيفة "واشنطن بوست"، مؤكدة أن "فكرة أن مسؤولين إيرانيين مجهولين يعرفون ما حدث تحت مئات الأقدام من الأنقاض هي هراء"، وأن "برنامجهم للأسلحة النووية قد انتهى".

وعلى الرغم من التقييم الإيراني المزعوم، يتفق المحللون على نطاق واسع بأن الضربات الأمريكية قد شملت قوة نيران هائلة، فقد استخدمت القوات الأمريكية قنابل خارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل وصواريخ توماهوك كروز، مما ألحق أضرارًا بالغة بالمنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، ومع ذلك، يظل مدى الدمار وحجم الوقت الذي قد تستغرقه إيران لإعادة البناء محل جدل واسع.

دمار استراتيجي

من جانبها، تؤكد الإدارة الأمريكية على فعالية الضربات، فقد صرح مسؤول في الإدارة، في رده على سؤال حول الاتصالات المعترضة، بأن الإيرانيين "مخطئون لأننا دمرنا منشأة تحويل المعادن الخاصة بهم"، وأضاف: "نعلم أن أسلحتنا وصلت بالضبط إلى حيث أردنا أن تصل وكان لها التأثير الذي أردناه"، وفي إحاطات سرية للكونغرس الأسبوع الماضي، أكد مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، للمشرعين أن عدة مواقع نووية رئيسية قد دمرت بالكامل، بما في ذلك عمليات تحويل المعادن الإيرانية، مشيرًا إلى أن إعادة بناء هذه المنشأة، التي تعد حاسمة لبناء قلب القنبلة المتفجرة، وقد تستغرق سنوات، كما قدر راتكليف أن "الغالبية العظمى" من اليورانيوم المخصب الإيراني "مدفونة على الأرجح في أصفهان وفوردو".

ورغم قوة معلومات استخبارات الإشارات، التي تشمل المكالمات الهاتفية المعترضة ورسائل البريد الإلكتروني والاتصالات الإلكترونية الأخرى، التي تعد من أقوى الأدوات في ترسانة وكالات التجسس الأمريكية، إلا أنها لا تقدم الصورة الكاملة دائمًا، فكما صرح مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى، "شريحة واحدة من معلومات استخبارات الإشارات لا تعكس الصورة الاستخباراتية الكاملة"، وأن "مكالمة هاتفية واحدة بين إيرانيين مجهولين ليست هي نفسها تقييمًا استخباراتيًا، والذي يأخذ في الاعتبار مجموعة من الأدلة، مع مصادر وطرق متعددة".

خلافات مستمرة

وتسببت التغطية الإعلامية التي انحرفت عن ادعاءات ترامب بشأن مهمة القصف، التي سبقت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في غضبه، فقد شكك ترامب في التقارير التي تفيد بنقل مخزون اليورانيوم، مشددًا على صعوبة وخطورة ذلك، وأن الإيرانيين "لم يعرفوا أننا قادمون إلا في ذلك الحين"، في المقابل، تشير تقارير وكالة استخبارات الدفاع إلى أن بعض أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، ظلت سليمة، وعلى الرغم من أن تقرير وكالة استخبارات الدفاع يحمل تصنيف "ثقة منخفضة" ويحذر من أن التقييم الكامل للأضرار يتطلب وقتًا أطول، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تنتظر لتأكيد استنتاجاتها بأن الضربات قد أخرت برنامج إيران بـ "سنوات".

وتظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت هذه الضربات قد قضت بالفعل على رغبة إيران في امتلاك سلاح نووي، أم أنها دفعتها نحو تسريع وتيرة برنامجها النووي كبوليصة تأمين ضد أي جهود مستقبلية لتغيير النظام من قبل واشنطن أو إسرائيل، وكما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي، فإن "مستوى خطير جدًا من الضرر" قد لحق بالبرنامج النووي الإيراني، لكن "إيران لا تزال لديها، إلى حد ما، قدرات من حيث معالجة وتحويل وتخصيب اليورانيوم"، وأن بعض المنشآت "لا تزال قائمة"، فهل ستدفع هذه الضربات إيران نحو طاولة المفاوضات بجدية أكبر، أم أنها ستزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي في المنطقة؟

0 تعليق