كتب سائد أبو فرحة:
قالت جمعية "إيخيليا الأغوار"، إن الشهر الماضي شهد نحو (105) اعتداءات نفذها المستوطنون في الضفة، تركز معظمها في محافظة رام الله والبيرة، تلتها محافظات الخليل، ونابلس، وسلفيت، وأريحا، والأغوار الشمالية.
وأوضحت الجمعية في تقريرها الشهري حول جريمة الاستيطان والانتهاكات المرتكبة من قبل المستوطنين في الضفة خلال الشهر الماضي، أن الاعتداءات التي تم توثيقها، شملت طيفاً واسعاً من الانتهاكات التي ارتكبت بمساندة وحماية من جيش الاحتلال، واستهدفت أهالي عدد كبير من القرى والتجمعات البدوية.
وأضافت: تكررت حالات الاعتداء الجسدي المباشر على المواطنين، بما في ذلك الضرب العنيف، ورش الغاز السام في وجوههم، وصولاً إلى إطلاق النار الحي، ما أوقع شهداء وإصابات بالغة بعدد من المواطنين، كما سُجلت اعتداءات منظمة للاستيلاء على الأراضي، تمثلت في نصب خيام متنقلة و"كرفانات"، وخزانات في أراضي المواطنين، وتوسيع بؤر استيطانية قائمة، بما يؤكد النية المسبقة لفرض واقع تهجيري دائم.
وتابعت: تكرر حرق ممتلكات المواطنين، سواء منازلهم أو مركباتهم أو منشآتهم الزراعية، في محاولة لبث الرعب ودفعهم إلى الرحيل، وتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وقلع الأشجار، وسرقة محاصيل القمح والزيتون، بالتوازي مع إدخال المستوطنين أبقارهم وأغنامهم إلى حقول المواطنين بشكل متعمد، لإتلاف المزروعات، وإلحاق الأذى بمصدر رزق السكان.
كما أشارت إلى توثيق ممارسات تهدف إلى خنق القرى والتجمعات، عبر إغلاق المداخل الرئيسة بوساطة السواتر الترابية أو البوابات الحديدية، ما أعاق حركة تنقل المواطنين ووصولهم إلى أراضيهم ومراكز الخدمات.
واستدركت: ترافقت هذه السياسات مع عمليات مصادرة للمنازل والمنشآت، وتوزيع إخطارات هدم، خاصة في المناطق الزراعية والبدوية.
وتابعت: لم تسلم التجمعات الرعوية من هذه الممارسات، حيث طالت الاعتداءات الرعاة أنفسهم، وتمت ملاحقتهم واحتجاز قطعانهم، في سياق يهدف إلى تفريغ هذه المناطق من سكانها الأصليين، عبر الضغط المتراكم واليومي على كافة مناحي حياتهم.
وختمت بالإشارة إلى أن "المستوطنين باتوا يتحركون كميليشيات منظمة ومدججة بالسلاح، أحياناً بلباس عسكري، وتحت غطاء مباشر من جيش الاحتلال"، مضيفة: "هذا النمط من الهجمات المنسقة، يعزز القناعة بأن ما يجري ليس اعتداءات عشوائية، بل سياسة إحلال ممنهجة تسعى إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين وإعادة هندسة الجغرافيا السكانية في الضفة".
0 تعليق