"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُستمر على القطاع - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:

 

تصاعد العدوان الإسرائيلي على عموم قطاع غزة، وشهد مجازر دامية، خاصة في محيط مراكز توزيع المساعدات الأميركية، وتصاعدت حدة الهجمات على مدينة غزة.
"الأيام" رصدت مشاهد جديدة من العدوان المُستمر على القطاع، منها مشهد بعنوان "مدينة غزة أوامر إخلاء وأحزمة نارية"، ومشهد آخر يرصد تحول المقاهي لهدف لغارات الاحتلال، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان "قناصة مراكز التوزيع".

 

مدينة غزة أوامر إخلاء ومجازر

شهدت أحياء مدينة غزة، خاصة الشرقية منها، تصاعداً كبيراً في العدوان منذ نحو أسبوع، حيث بدأ التصعيد بغارات مركزة ومُكثفة، استهدفت غالبية المناطق في مدينة غزة، مع تركزها على أحياء التفاح، الشجاعية، الزيتون.
وفي ذروة الغارات أصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء تعتبر الأوسع التي تشهدها المدينة منذ أشهر طويلة، حيث طالب الاحتلال سكان مناطق "شرق مدينة غزة، وجباليا، ومنطقة الزيتون الشرقية، البلدة القديمة، التركمان، الجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر"، بإخلاء بيوتهم والتوجه جنوباً نحو مواصي خان يونس.
وبعد إصدار أوامر الإخلاء بساعات، شنت الطائرات غارات جوية مُكثفة، تخللتها أحزمة نارية، استهدفت مناطق شرق وجنوب مدينة غزة، مع استهداف عدد من المدارس ومراكز الإيواء شرق المدينة، ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، وتسبب بشيوع حالة خوف وهلع، مترافقة مع موجة نزوح جديدة.
ويقول المواطن إبراهيم حماد: إن الغارات والهجمات الإسرائيلية، التي تعرضت لها مناطق شرق غزة، تشبه إلى حد كبير ما حدث في الأسابيع الأولى من العدوان، وقد أُجبر وعائلته على النزوح حفاظاً على حياتهم، وفي البداية نزحوا باتجاه غرب مدينة غزة، ثم انتقلوا لغرب مدينة خان يونس، لاعتقادهم بأنها قد تكون أماكن أفضل.
وأعرب حماد عن خشيته من أن تكون الغارات، والتصعيد الأخير على مناطق مدينة غزة، مقدمة لتوسيع العدوان البري، الذي يتركز حالياً شرق المدينة، وأحياء وبلدات شمال القطاع، وقد يبدأ الاحتلال بالتحرك تجاه وسط وغرب غزة من محورَين، ويقوم بطرد المواطنين جنوباً، والدليل على ذلك أن الاحتلال عادة ما يُحدد السهم باتجاه مواصي خان يونس.
وأشار إلى أن الناس في مدينة غزة يعيشون حالة رعب وقلق حقيقية، والجميع يتركزون في أحياء ومناطق غرب المدينة، خاصة قرب شاطئ البحر، والخيام باتت تملأ جميع المناطق غرب غزة، وأن ثمة تأهباً لما هو أسوأ، خاصة مع تلميحات وتصريحات إسرائيلية بتوسيع العمليات البرية في القطاع، خاصة شماله، وكل المؤشرات تؤكد أن مدينة غزة قد تكون وجهة الاحتلال القادمة.

 

المقاهي هدف لغارات الاحتلال

لم تعد الغارات الإسرائيلية التي تستهدف قطاع غزة مُقتصرة على المنازل والخيام، والمركبات، والمارة، والمستشفيات، ومراكز الإيواء، والأسواق فحسب، فمؤخراً صعّد الاحتلال من وتيرة استهداف المقاهي، والاستراحات، التي يتوجه إليها النازحون، للترويح عن أنفسهم، أو للحصول على بعض الخدمات التي تقدمها هذه المقاهي، مثل المشروبات الباردة والساخنة، وكذلك خدمات الإنترنت، أو مشاهدة مباريات كرة قدم.
فقد شهدت الفترة الماضية سلسلة من الغارات والهجمات التي استهدفت مقاهي واستراحات في مختلف مناطق قطاع غزة، كان آخرها غارة استهدفت استراحة مأهولة على شاطئ بحر مدينة غزة، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى.
واستخدم الاحتلال في قصف الاستراحة المذكورة صاروخين من عيار ثقيل، تسببا في تطاير الجثامين، وقذف بعضها إلى داخل البحر، ما تسبب بوفاة بعض الجرحى غرقاً، وقد واجه المسعفون صعوبات في إخلاء الضحايا.
ويقول المواطن محمود سرحان، واستشهد أحد أصدقائه جراء غارة استهدفت مقهى في وقت سابق: إن الاحتلال، وإمعاناً في جريمة الإبادة والقتل، بات يستهدف أي مكان مكتظ أو مزدحم، وبما أن الصيف يدفع الناس نحو الاستراحات والمقاهي، التي عادة ما تكون مزدحمة، فإن الأخيرة باتت ضمن أهداف الاحتلال، ومن التجارب السابقة، لا يتم قصف أي استراحة إلا إذا كانت مُكتظة بالمواطنين، كما سبق وجرى قصف مطعم وسط مدينة غزة.
وأوضح أن الناس باتوا لا يعرفون من أين يمكن أن يأتيهم الموت، فلا يوجد مكان آمن، وأينما ذهبوا تلاحقهم صواريخ الطائرات، وقذائف الدبابات.
وأشار سرحان إلى أن الهدف الآخر من هذا القصف يكمن في رغبة الاحتلال عدم استعادة الحياة في القطاع على أي صعيد، فقصف الأسواق يهدف إلى إفراغها، واستهداف المقاهي يهدف إلى منع افتتاحها، حتى لا يجد سكان القطاع أي متنفس، أو مكان يلجؤون إليه، ويهدف ذلك أيضاً لجعل جميع الأماكن غير آمنة.
وأعرب مواطنون عن مخاوفهم من تحول المقاهي إلى أهداف إسرائيلية بشكل أوسع، ما يجعل الجميع يخشون دخولها، خاصة في ظل أهميتها للطلبة والباحثين، ممن يرغبون بالحصول على خدمات تقدمها تلك المراكز.

 

قناصة مراكز التوزيع

لا تزال مراكز توزيع المساعدات، خاصة جنوب قطاع غزة، تشهد مجازر وعمليات قتل إسرائيلية بالجملة، مع استمرار استهداف المُجوّعين، ممن يقصدونها طلباً للطعام.
ولا يكاد يمر يوم دون سقوط عشرات الضحايا ما بين شهيد وجريح برصاص قوات الاحتلال، حيث بات الجنود يمارسون هوايات القنص والقتل ضد المجوّعين.
ووفق شهادات حية، حصلت عليها "الأيام" من جرحى وناجين، فإن ثمة قناصة يعتلون أماكن مرتفعة، أو يتحكمون في بنادق مثبتة فوق رافعات جرى نشرها في محيط مراكز التوزيع، هي المسؤولة عن عمليات القتل.
في حين أكد شهود عيان أن ثمة موظفين أميركيين يشاركون بقتل الجوعى، من خلال إطلاق النار من مسدسات وبنادق شخصية يحملونها تجاههم.
وقال المواطن طلعت حدايد، وقد أصيب برصاصة في صدره خلال تواجده في أحد مراكز توزيع المساعدات غرب رفح: إنه كان يسير وفق التعليمات، وبينما كان يتقدم لأخذ صندوق وضعته الشركة الأميركية في ساحة مخصصة لذلك، قام جندي يعتلي دبابة بإطلاق رصاصة تجاهه، ما أدى إلى إصابته، وقد فقد وعيه ليوم كامل، وبعدما استيقظ وجد نفسه في مستشفى ميداني يصارع الموت.
وأكد حدايد أنه بعد عدة أيام من العلاج، بدأ يتماثل للشفاء، متسائلاً لماذا تم إطلاق النار عليه، فهو كان أعزل، يتحرك وفق التعليمات، ويرغب بالحصول على صندوق طعام لتوفير الأكل لعائلته.
ووفق تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، كشفت فيه أن الجيش الإسرائيلي أطلق نيراناً كثيفة على أعداد كبيرة من المدنيين، أثناء محاولتهم الحصول على طرود غذائية بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الأميركية غرب رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وقد تحولت تلك المراكز إلى قبور للباحثين عن طعام.
وأفاد التحقيق ذاته، بعد معالجة خبراء أسلحة عدة مقاطع فيديو، بأن معدل إطلاق النار الذي سُمع في المشاهد المرصودة، بالإضافة إلى صور الرصاص المستخرج من الضحايا، يتطابق مع الأسلحة الرشاشة التي يستخدمها جيش الاحتلال، والتي يمكن تركيبها على الدبابات.
كذلك أشار التحقيق إلى أن المقاطع أظهرت بوضوح أن الجنود أطلقوا النار بشكل مباشر على المدنيين، الذين لم يكن بينهم مسلحون بل فقط نساء وأطفال وشيوخ، وأن النيران الإسرائيلية بدأت قبل وصول المساعدات إلى نقاط التفتيش، ما ينسف الرواية الإسرائيلية تماماً.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق