ضمن فعاليات «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي» في «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، الذي يعقد برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أكد خبراء أن الذكاء الاصطناعي، لن يُعيد تشكيل بيئة العمل فحسب، بل سيمتد تأثيره ليطول أسس الهوية الشخصية، وأنماط التفاعل الإنساني، وحتى مفاهيم القيادة التفاعلية، مشيرين إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي هو ما نُخطط له ونصممه، ونتفاعل معه بوعي ومسؤولية.
جاء ذلك، في جلسة بعنوان «الاتجاهات المستقبلية للذكاء الاصطناعي»، عقدت ضمن الملتقى في منطقة 2071 في أبراج الإمارات بدبي، نظمتها «جارتنر» ومؤسسة دبي للمستقبل، وتحدث فيها جو يوسف مالك، نائب الرئيس للبرامج التنفيذية في منطقة الخليج والهند والأسواق الناشئة لدى «جارتنر»، وباتريك نواك، المدير التنفيذي للاستشراف وتخيل المستقبل في المؤسسة.
ورسم مالك صورة عامة لنوعية حضور الأفراد والمؤسسات رقمياً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي قائلاً: «نلاحظ أن الأفراد بدؤوا في تقديم صورتين مختلفتين عن أنفسهم باستخدام الذكاء الاصطناعي: واحدة احترافية، موجهة للأعمال، وأخرى اجتماعية، تُستخدم في حياتهم اليومية على الإنترنت. وأقول عند ترخيص صورتك الرمزية، التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لصالح الشركات، لا تتعامل معها بالطريقة ذاتها التي تتعامل بها مع صورتك على وسائل التواصل الاجتماعي».
فيما قال نواك: «في ظل التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتأثيرات المحتملة على العلاقات المهنية، وحتى على الفرص المستقبلية، فإن ترخيص الشخصية الرقمية يجب أن يتم بوعي كامل وإدراك للعواقب المحتملة».
وأضاف: «قد ينطوي ترخيص الشخصية الرقمية على مخاطر حقيقية، لأننا لا نعرف كيف يمكن أن تتصرف هذه الشخصية، أو ما الأثر الذي قد تتركه في الفرص أو الظروف المستقبلية».
وأشار الخبيران إلى أنه مع دخول هذه التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، يُصبح من الضروري إعادة التفكير في الطريقة التي نُعرّف بها أنفسنا، ليس فقط كمساهمين في سوق العمل، بل كأفراد يتفاعلون باستمرار مع أدوات ذكية قادرة على التعلم والتكيّف وربما اتخاذ القرار.
كما أوضحا أن التحول لا يقتصر على التقنية ذاتها، بل على الإنسان في تعامله معها، حيث تتغير توقعاته، واحتياجاته، وحتى تصوراته عن ذاته، معتبرين أن الأجيال القادمة قد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي ليس كأداة مساعدة، بل كشريك طبيعي في الحياة والعمل.
وأكد المتحدثان أن المشاركة الفاعلة في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، لم تعد خياراً أو رفاهية فكرية، بل أصبحت ضرورة ملحّة تفرضها سرعة التقدّم التكنولوجي وتزايد تأثير الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات الحياة.
«جارتنر» تستكشف في دبي تأثير التقنيات في ميول وتصرفات البشر - الكويت الاخباري

«جارتنر» تستكشف في دبي تأثير التقنيات في ميول وتصرفات البشر - الكويت الاخباري
0 تعليق