«ساينس ألرت»
في تجربة فكرية علمية حديثة، يطرح فريق من علماء الأرض والغلاف الجوي هذا السؤال الجريء، ماذا لو امتلك العلماء في القرن 19 أدوات الرصد المتقدمة التي نمتلكها اليوم، مثل الأقمار الصناعية ومقاييس الإشعاع وتحاليل نوى الجليد وبالونات الستراتوسفير، فهل كانوا سيتمكنون من رصد تأثير النشاط البشري على مناخ الأرض في وقت مبكر، الجواب، بحسب ما توصل إليه الباحثون، هو نعم.
وتشير النتائج إلى أن إشارات واضحة على التأثير البشري في الغلاف الجوي كان يمكن اكتشافها عام 1885، أي قبل ظهور السيارات بسنوات طويلة، وقبل أن يصبح النفط والغاز وقودين رئيسيين في الاقتصاد العالمي، في ذلك الوقت بلغت الثورة الصناعية ذروتها في أوروبا، ومعها تزايدت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الفحم والخشب بشكل كبير، ورغم أن خصائصه كغاز يحبس الحرارة كانت معروفة منذ منتصف القرن التاسع عشر، إلا أن الأوساط العلمية لم تبدأ في ربط هذه الانبعاثات بتغير المناخ بشكل منهجي، إلا في سبعينات القرن العشرين.
أما في السيناريو الذي بناه الباحثون، افترضوا أن العلماء عام 1860 امتلكوا إمكانية إجراء قياسات دقيقة للتغيرات المناخية، حتى ولو كانت محدودة جغرافياً، معتمدين على بيانات تحاكي التكنولوجيا الحديثة التي تقيس التغيرات في طبقات الغلاف الجوي، وخصوصاً في طبقة الستراتوسفير.
وبين الفريق أن أوضح إشارة مبكرة على تأثير الإنسان في المناخ لم تكن من خلال ارتفاع حرارة الأرض فقط، بل من خلال تبريد طبقة الستراتوسفير العليا، وهي استجابة إشعاعية معروفة لانبعاثات غازات الدفيئة، وتأثر طبقة الأوزون الناجمة عن الأنشطة البشرية.
ويؤكد الباحثون أنه حتى لو كانت أدوات الرصد الافتراضية موجودة فقط في نصف الكرة الشمالي، وفي خطوط العرض المتوسطة فحسب، لكان من الممكن رصد التغير المناخي البشري بوضوح عام 1894، أي بعد أقل من 35 عاماً على بداية الرصد المفترض.
0 تعليق