03 يوليو 2025, 11:19 صباحاً
في غارة وحشية نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي الإثنين الماضي، استهدف مقهى البقاع المزدحم بالمدنيين على شاطئ غزة، مستخدماً قنبلة MK-82 بوزن 230 كيلو جرام، وهي سلاح أمريكي الصنع يتميز بقوة تدميرية هائلة وعشوائية، تنتج موجة انفجار واسعة وتنثر شظايا على نطاق واسع، وأسفر الهجوم عن مقتل ما بين 24 و36 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات، مما أثار تساؤلات حول شرعية استخدام سلاح عشوائي في منطقة مكتظة بالمدنيين، وتكشف الشظايا والحفرة العميقة في موقع الانفجار عن حجم الدمار، وتسلط الضوء على مخاطر هذا السلاح في سياق قانوني وعسكري حساس.
شظايا مدمرة
وشظايا القنبلة التي عثر عليها في أنقاض مقهى البقاع، ووثقتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أكدت هوية السلاح كقنبلة MK-82، وهي ذخيرة أمريكية الصنع استخدمت في حملات قصف متعددة، وخبراء الأسلحة، بمن فيهم تريفور بول، فني سابق في نزع الأسلحة المتفجرة بالجيش الأمريكي، حددوا أجزاء من ذيل القنبلة وبطاريتها الحرارية، مشيرين إلى أنها قد تكون إما MK-82 أو MPR500، والحفرة الكبيرة التي خلفتها الغارة عززت هذا التحليل، مؤكدة استخدام سلاح ثقيل يتسبب في دمار واسع، مما يثير تساؤلات حول مدى ملاءمته في منطقة مدنية مزدحمة.
وبموجب اتفاقيات جنيف، يُحظر على القوات العسكرية شن هجمات تتسبب في خسائر مدنية مفرطة أو غير متناسبة مع الميزة العسكرية المتوقعة، وخبراء القانون الدولي، مثل الدكتور أندرو فورد من جامعة دبلن سيتي، وصفوا الغارة بأنها "صادمة"، مشيرين إلى أن استخدام قنبلة ثقيلة في فضاء مدني مكتظ يؤدي حتماً إلى نتائج عشوائية، مخالفة بذلك القوانين الدولية، وجيري سيمبسون من منظمة "هيومن رايتس ووتش" أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بكثافة المدنيين في المقهى بفضل المراقبة الجوية، مما يجعل الهجوم مرشحاً للتحقيق كجريمة حرب محتملة.
مأساة إنسانية
ومقهى البقاع، الذي تأسس قبل أربعين عاماً، كان ملاذاً ترفيهياً للعائلات والشباب في غزة، يقدم مشروبات بسيطة في أجواء شاطئية مفتوحة. بين الضحايا مخرج سينمائي وفنان، وربة منزل تبلغ 35 عاماً، وطفل في الرابعة، كما أصيب فتى يبلغ 14 عاماً وفتاة في الثانية عشرة، وهذا الحادث يعكس معاناة سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الذين يواجهون سوء التغذية وتهديد المجاعة، بينما يحاول البعض استعادة لحظات طبيعية في مقاهٍ قليلة مثل البقاع، ومنطقة الميناء، حيث وقع الهجوم، لم تكن مشمولة بأوامر إخلاء إسرائيلية، مما يزيد من حدة الانتقادات.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم قيد المراجعة، مدعيًا اتخاذ إجراءات لتقليل الضرر المدني عبر المراقبة الجوية، لكنه لم يكشف هوية الهدف، مما يثير تساؤلات حول تبرير استخدام قنبلة ثقيلة في موقع مدني، وأشار مارك شاك أستاذ القانون الدولي بجامعة كوبنهاغن، إلى أن تبرير مثل هذا الهجوم يتطلب هدفاً عسكرياً ذا أهمية استثنائية، وهو ما يصعب تصوره مع مقتل وإصابة العشرات، فهل يمكن أن تبرر الميزة العسكرية هذا الحجم من الخسائر المدنية؟
0 تعليق