كشفت جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة عن رصد حالات لأطفال أُصيبوا بالحول الوحشي، وتمت معالجتهم بالتنسيق مع المراكز الطبية المتخصصة في علاج أمراض العيون.

وسجَّلت الجمعية المتخصصة في مساعدة المحتاجين لعلاج أمراض العيون 7 حالات لأطفال مصابين بــ"الحول الوحشي" في مكة المكرمة، مؤكدة أنها نسقت مع المراكز المتخصصة في معالجتهم ومتابعة حالاتهم الصحية حتى تم تماثلهم للشفاء.

وجاءت تلك الحالات بين أكثر من 3 آلاف حالة استقبلتها الجمعية خلال الفترة الماضية، تنوعت أمراضها بين القرنية والشبكية والمياه البيضاء والزرقاء، فيما بلغ إجمالي العمليات التي أُجريت 700 حالة. وفي المقابل تم إجراء 20 حالة لحجاج وزوار العاصمة المقدسة.

من جانبه، قال الدكتور عبدالله خان، استشاري طب وجراحة عيون الأطفال والحول: يعد الحول الخارجي (الوحشي) من الحالات البصرية الشائعة بين الأطفال، ويُقصد به حول إحدى العينين أو كلتيهما نحو الخارج باتجاه الأذن، إما بشكل دائم أو متقطع. وغالبًا ما يظهر هذا النوع من الحول عندما يحاول الطفل التركيز على الأجسام البعيدة، أو في لحظات التعب والشرود؛ ما يثير قلق الآباء؛ ويستدعي التدخل الطبي المبكر.

وأضاف: تبدأ أعراض الحول الوحشي عادة في الظهور في المرحلة العمرية بين عامَيْن وسبعة أعوام، ويمكن للأهل ملاحظة انحراف العين في بعض الأوقات، وخصوصًا عند تعرُّض الطفل للإضاءة القوية، أو محاولته إغلاق إحدى العينين أثناء النظر، وهي إشارات لا ينبغي تجاهُلها.

وتابع: تتعدد أسباب هذا الخلل، منها ضعف في عضلات العين، أو اضطرابات في الجهاز العصبي المسؤول عن تنسيق حركة العينين، إضافة إلى العوامل الوراثية، أو وجود مشكلات بصرية لم تُصحح، مثل اللابؤرية (الاستقماتزم)، أو قِصَر النظر.

وكشف الدكتور عبدالله خان عن أنه لم يثبت أن استخدام الأجهزة هو السبب لهذا النوع من الحول، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ بالكشف المبكر؛ إذ ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحوصات دورية للعين في سنوات الطفولة الأولى، وتصحيح أي خلل بصري في بدايته؛ لضمان نمو بصري سليم؛ فالحول الوحشي وإن بدا بسيطًا في بدايته قد يتحول إلى حالة دائمة.

وعن العلاج قال: قد يحتاج الطفل لاستخدام النظارة، أو تغطية العين، أو إجراء عملية تعديل الحول باستخدام مادة البوتكس، أو الجراحة. فأي حول لدى الأطفال هو عرض؛ يجب زيارة الطبيب من أجله لفحص السبب؛ فالعين مرآة الطفولة، والاهتمام بها خطوة نحو مستقبل بصري أكثر إشراقًا.