بحيرة أجا.. سكونٌ أوروبيٌّ في قلبٍ نجدي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في حضن الجبال، وتحت ظلّ النخيل، تمتد بحيرة أجا كأنها سطر من كتاب الطبيعة، نُسِج من الماء والسكينة. تتوسّط الأحياء الحائلية كأنها قلب المدينة، وتغذّيها بعذوبة صامتة لا تراها العين في التفاصيل، لكنها تُدركها الروح في الهواء النقي، وفي خضرة تنمو بثبات.

هذه البحيرة تجمع بين صفاء الانعكاس وهدوء العمق، وتقدّم نفسها للناس كما تُقدّم الشجرة ظلّها في يوم قائظ. الماء فيها يروي النباتات، ويهدي المارّة نسمة مختلفة، ويمدّ المدينة بروح لا تُختزل في وظائف، بل تُحسّ كجزء من نسيج الحياة.

في شهور الصيف، حين تتوارى الرطوبة خلف الجبال، وتبحث المدن عن نقاط تنفّس، تفتح بحيرة أجا صدرها للريح وللناس. تصبح المسارات المحيطة بها وجهة للمشي والتأمل، ويُطلّ الغروب على سطحها كأنّه توقيع المساء.

الزائر لا يحتاج إلى دليل، فالمكان يهديه بصمته، وهدوؤه يهمس بما لا يُقال. لا صخب، ولا ازدحام، فقط صورةٌ تعيد ترتيب الفصول في ذهن المتأمل.

أشجار النخيل تصطف على ضفاف البحيرة كما تصطف القصائد في ديوان الشعراء. الحدائق المجاورة تزداد بهاءً، والماء يواصل رحلته من تحت الأرض إلى جذور الحياة. لا انقطاع، ولا غياب، فالعذوبة حاضرة كأنها عهد.

المدينة لا تنسى من يُشبهها، وبحيرة أجا تمثّل ملامح حائل بكل وضوح. ماءٌ صادق، وهواءٌ نقي، ومكانٌ يعكس الحياء والطمأنينة. من يزورها يعود، لا لشيء إلا لأنها تشبه الدعاء في صيفٍ طويل، والراحة في مساء ممتد.

أخبار ذات صلة

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق