قمرٌ لا تخمدُ أنفاسه - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
في النهار..

أرسمُ علامةً على قلبي

احتفاءً بمن يستضيئونَ بفوضاه

لاأُسرفُ كثيراً بمصادقةِ القيظِ

غيرَ أنّ النّبضَ يجعلُ للهباتِ معنى

لي أنْ أهَبَ الأحلام قمراً لا تخمُدُ أنفاسه

وسخاءً يُخلّدُ في الصلصالِ زمرةَ دمه

كلّما حاولتُ أن أرشّ الضوءَ بالضّوءِ

ضلّلَتني غاباتُ التنّوبِ

لا ضيرَ إن طرّزتُ في حضرةِ الجرحِ

ضحكةً أو ضحكتين

يتراءى الخصب من نوافذ الغيبِ

أُهادنُ الماءَ مغبّةَ احتراقٍ

كلُّ ضحكةٍ يفترُّ بها قلبي محملةٌ بالحكايا

وكلُّ نظرةٍ يقضمها دمي تعيدني للجنوب

أيّ حواسٍّ تلك التي تستظلُّ

بأشجارٍ مُدنَفةٍ؟

وأيُّ خوفٍ ذاك الّذي حدّثني

عنه عُريّ الطريق؟

لا شيءَ أدّخرهُ في الغيابِ

إلّا الغياب

بإبهامِ الشغفِ أُهندسُ غطرسةَ الكونِ

ما أن أصافحَ الخيال

يطلعُ للفرحِ جناحانِ

ويتبخترُ الهديرُ غيرَ مُكترِثٍ بالمسافةِ

لا أجرؤ على البوحِ في جلالِ الغائبينَ

فقط.. أرسمُ على جفنِ الهواءِ بلاداً طافحة بالضحكات

كما لو أنّ الّلحظةَ نيازك تُرابضُ

في السكينةِ الفذّةِ

قلتُ:

أعرفُ الرفيفَ من ألوانِ غبطته

من مشاغباتِ القهوةِ الصّباحيةِ

لا دموعَ في مزارِ الليل

ولا صقيع على بوابات القيامة

أخفي عن الغروب هفوات الزيزفون

وها أنا مِحبرةٌ أُغرّدُ في مصبِّ النهرِ

قبلَ أنْ يجفّ قلبي

والنبعُ الّذي تبعني بأمزجةٍ ريّانةٍ

صار حليفي بعد أن صانَ عشرته

في النهار..

أرسمُ علامةً على قلبي

أكتبُ رسائلَ تشبهني

مرصعةً بالزبيبِ واللحظة اليانعة

أقتفي خواتمَ الضوءِ لأرى بوضوحٍ

أريجاً مغموراً بهتافِ البنفسج

ومشمشاً يصيرُ بالقُبلِ تلالاً مضيئةً

لستُ أخاف!!

أنا شبهُ غابةٍ دنتْ من البلاغةِ

لحظةَ راقصها خلفَ البابِ مطرٌ أليفٌ

ولحظةَ غفتِ الأنهارُ بثوبِ الحبِّ

والخريرُ يدغدغُ بطنها

سأحلّقُ دونَ أن يقلقني

انهمارُ المعنى

وسأغفو دون أن ينكمشَ

وجهي في المرايا

والّذين احتفوا بفوضاي

سأُهديهم ضحكةً مفتونةً بدمٍ غريب

وستقولُ وردةٌ في شَعري ما لا يجرؤ

الجمرُ أن يقوله..

أخبار ذات صلة

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق